رسمتُ بالحبر في قرطاسها طفلا

أحمد مكاوي | مصر

رسمتُ بالحبر في قرطاسها طفلا
فباتت الشمس من عزف الفتى حُبلى

تجاهد الليل والأضواء خائفةٌ
وفي الجوار بنات المشترى ثكلى

وفكرة الفجر لولا الديكُ ما عُرفت
مطالع الصبح والأصواتُ بي قتلى

يصيح في الليل خوفًا أن يموت ضحًى
لأن مأكله من صوته أحلى

فيرسم الدرب والأمواج هائجة
ونجمه فوق نجم الملتقى أعلى

ويزرع الليل أضواء بجرأته
فوق المآذن آيات الهدى تتلى

هنا سفينة قيس في الدموع جرت
وبين خلوتها لم تكترث ليلى

كانت تمازحُهُ في وقتِ خطبتِها
وبعد دخلتها ألقته معتلّا

رمته بالعجز حتى تستبيحَ هوى
وقلبها عن عهود العشق قد ضلَّا

شيخوخة الدهر لم تسأم مضاجعةً
بالشرع والمال صار الشيخ مخضلّا

ويشرب الكأس من بكرٍ وأرملةٍ
ويذبح الديكَ والطفلَ الذي صلى

حبل الدماء عليه ثوب فاتنة
تعطي الرغيف إلى من أحسن الطبلا

وحول منزلها آثار قافلة
أهدت لها في ظلام الملتقى جهلا

والشوك يلعب في البستان مفتخرًا
يرى الحياة بجنات الهوى سهلا

أشتم رائحةً تنساب من قلمي
في شوكة الليل تبكي وردتي خجلى

ودمع راقصة يجري فتحسبه
شلال نهر سقى الأشجار والنخلا

أشجار موتٍ سقاها بالظلام دما
فتثمر الآهُ عنقودًا من القتلى

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى