شاهد واقرأ.. عُمان على صهوة التاريخ

السفير الشيخ هلال بن سالم السيابي سلطنة عُمان

٥ ربيع الثاني ١٤٤٣ هجرية – ١٠ نوفمبر ٢٠٢١ م

المقدمة

١ حمداً لمن قد قصٌَ أنباء الأول
من القرون وأحاديث الدول

٢ وساق أخبار القرون الاولى
مفصلات للنهى تفصيلا

٣ وقصٌ للأنام أحسن القصص
حتى بدت قنيصة لمن قنص

٤ غابت عن الورى قرونا حتى
بتٌ بها الذكر الحكيم بتا

٥ أوردها بهيٌةَ المحيٌا
سائغةً كأنها الحُميٌا

٦ تكاد أن تشربها الاسماع
وان تك اصطكت لها الأضلاع

٧ قد أشرق الكتاب في آياته
بها ، وكنٌ الغرٌ من عظاته

٨ قد قصها الله علينا شُرٌَدا
ليهتدي بنورها من اهتدى

٩ لكن برغم نورها كم ضلاٌ
قوم ، وكانوا بالرشاد أولى

١٠ لأنما الإنسان بادعائه
كم بات مزهوا بكبريائه

١١ ينازع الله على صفاته
مستكبرا بحوله وذاته

١٢ وطائشا ، والطٌيشُ من صفاته
تضييع ما للمرء من حصاته

١٣ فكم رأينا من ديار ودول
طالت بها القرون في المجد الجلل

١٤ ثم بها الزمان يوما قد عثر
فأصبحت بعد جلالها أثر

١٥ وتلك حكمة الإله في الورى
أن يجعل المستكبرين أثرا

١٦ فكن بما أملى الزمان من عبر
معتبرا ، ولا تكن بعض العبر

١٧ ثم الصلاة والسلام أبدا
على رسول الله خير من هدى

١٨ محمد وآله وصحبه
وجنده أهل الهدى وحزبه

١٩ ما جليت صحائف التاريخ في
سطورها ، كالدر بعد الصدف

٢٠ ساطعة ، لامعة السطور
تمور بعد ظلمة بالنور

٢١ وبعد فالتاريخ مشرب الالى
قد طلبوا المجد وفازوا بالعلا

٢٢ وأرسلوا أسماءهم للدهر
مشرقة بما لهم من فخر

٢٣ سروا مع النجوم في سمائها
وزاحموها في سنا لألائها

٢٤ فحركتني النفس أن أقتبسا
من بعض ما قد خلفوه قبسا

٢٥ وانظم الأنباء مما تركوا
ليستبين للكرام المسلك

٢٦ لا سيما لجيلنا الجليل
ومن أتى عقيبه من جيل

٢٧ مبينا ما انجبت عمان
ومن بهم يفتخر البيان

٢٨ وواقفا عند المحطات الأهم
لعلها تشحذ من بعض الهمم

١ – أصل التسمية

٢٩ قد سميت عمان ” إبليتا ” كما
قد سميت
” ماجان ” عند القدما

٣٠ وبعضهم ينطقها ” عمون “
وربما ” آمون ” أو” مزون “

٣١ وكل هذي التسميات تعني
مجدا عمانيا جليل المتن

٢ – لمحات من التاريخ القديم

٣٢ لكل قطر في العلى لواؤه
يزهو به على المدى ابناؤه

٣٣ وبعض من يزهو بهذا العصر
ليس لهم في المجد قيد شبر

٣٤ اما عمان في القديم فهيا
قد بلغت بمجدها الثريا

٣٥ وزاحمت افق النجوم الزهر
واحتكمت على السها و الغفر

٣٦ فإنها من أقدم العصور
قد عرفت بمجدها المشهور

٣٧ تناوبت على هواها الامم
وائتلقت على سماها الانجم

٣٨ ودلت النقوش عن قديمها
عبر المدى وعن جلال خيمها

٣٩ في “بات” مع “حفيت” و”الوطية”
دلائل شاهدة جلية

٤٠ وهكذا ايضا “برأس الحمرا “
شواهد على حياة غرا

٤١ وفي “مسندم” وفي ” صحار”
وفي ” ظفار” وعلى ” وبار “

٤٢ وكلها شواهد تقول :
ان عمان مجدها جليل

٤٣ بعشرة الالاف أو اثنا عشر
من القرون قدرت للمدٌكر

٤٤ وذاك قبل مولد المسيح
وربما من قبل عهد نوح

٤٥ و ذكروا ان سليمان النبي
زار عماننا ، فيا للموكب

٤٦ وذكر الكلبي في الخيل أثر
ان سليمان النبي قد ذُكِر

٤٧ بأنه اهدى من الخيل الغرر
لزائريه من عمان في الخبر

٤٨ وانه من تلكم الخيل انتشر
من بعد بين البدو منهم والحضر

٤٩ فمن عمان أصل تلك الضٌُمٌر
من خير أدهم بها واشقر

٥٠ وجاءنا ” سرجون ” في فتوحه
وهو الكبير دائما بروحه

٥١ وهو الذي قد وقعت “شمساء ”
معه اتفاقا حفٌَه الوفاء

٥٢ وذاك بعد فحصها للعلل
وما به تهمٌُ بعض الدول

٥٣ فبادرت اليه تلك الملكة
ليعقدا وثيقة مشتركة

٥٤ وذاك قبل الأربع الألوفِ
من السنين قيل في التوصيف

٥٥ وبعده ” نارامُ سِنٍ ” جاءَ
الى عمان يرفع اللواءَ

٥٦ وهم ملوك ” أكَدٍ ” في” بابل”
فكان ذا أصل التلاقي الحاصل

٥٧ فبيننا و ” الرافدين ” موعد
على الإخاء دائما يجدد !!

٥٨ وجاء “قورشُ” الملك المجلل
مكتسحا لكل أرض ينزل

٥٩ حتى دعي بالملك الكبير
والملك للمهيمن القدير !

٦٠ كما أتى من بعده الإسكندر
والنصر حلف ركبه والمفخر

٦١ وهو الذي للمشرقين اكتسحا
والمغربين وعلا وافتتحا

٦٢ فحفلت عمان بالجحافل
مابين نازل بها وراحل

٦٣ وبعد ذلك الزمان الأقدم
وما بأفق مجده من أنجم

٦٤ جاء اليها مالك بن فهم
مهاجرا، وزاحفا كاليمٌّ

٦٥ ضاقت عليه أرضه فلم يجد
الا عمان المجد سيفاً وزَرَد

٦٦ فإنه من بعد خطب ” مأرب”
ضاق به في الارض كل مذهب

٦٧ وكان نعمَ الصارم اليماني
فباتَ نعم الملك العماني

٦٨ أذاق فارسَ الردى وانقضٌا
عليهمُ ، وللجموع فضٌا

٦٩ وهم بنو ساسان أصحاب الأسل
وسادة الارض قديماً والدٌُول

٧٠ قد فتحوا الاقطار والامصارا
ودوٌخوا الملوك والديارا

٧١ لكن أتاهم من بني الأسْدِ أسَد
عن ألفِ قرنٍ في الوغى كان يُعَد

٧٢ فسل به “سَلٌَوتَ” تلك الواقعة
تخبرك عن داهيةٍ وباقعة !!

٧٣ فإنها قد غيرت مجرى الزمن
واستبدلت بالفرس أقيال الوطن

٧٤ حتى غدت في ذلك العصر الأغر
موئل كلٌِ ماجدٍ سامي القدر

٧٥ يهاب سيفَها بنو ساسان
بعد عهود القهر والهوان !!

٧٦ وذاك حكم الدهر في كل بلد
تبادل الأدوار عداً وعدد

٧٧ فالروم والفرس معاً كم صالوا
حتى أتاهم خالد الرئبال

٧٨ رمى بلاد الفرس والرومان
بسادة الجلاد والطعان!

٧٩ حتى غدا ملكهم مندثرا
وكان ملء الخافقين مفخرا

٨٠ تهفو القلوب نحوهم والاعين
حتى أتاهم القضاء البين

٨١ وهكذا من بعد ” سلوت ” سما
أمر عمان فوق افلاك السما

٨٢ تسري بعالي ذكرها الركبان
ويشمخ المجد بها والشان

٨٣ حتى غدا مليكها المحجب
يأخذ ما يريده ويغصب

٨٤ جاءت بذاك سورة الكهف فسل
عمن رمى هذا المحيط بالأسل

٨٥ وليت ذاك الملك المحجبا
لم يتخذ من الحسام مخلبا

٨٦ لكنها شريعة الزمان
في ذلك التاريخ والاوان

٨٧ حيث احتكام الناس للصوارم
مابين مظلوم بهم وظالم

٣ – عمان في عصر مالك بن فهم وبنيه

٨٨ وبعد “مالك” بنوه ملكوا
والكل منهم فارس محنٌك

٨٩ تظلهم من مالك سماؤه
ويصطبيهم للعلا علاؤه

٩٠ قد استوى هناءة من بعده
على سرير ملكه ومجده

٩١ زانوا الزمانَ موكباً ومركبا
وقلٌَدوا أجيادَه سُمرَ الشٌَبا

٩٢ وبعدما انقضى زمانهم سفر
آل الجلندى السٌادة الزٌهر الغرر

٩٣ أولهم في الملك عبد عزٌِ
وهو الذي أقام صرحَ العز

٩٤ من آل شمس الأكرمين معولة
ومن لهم في المجد أعلى منزلة

٩٥ تتابعوا مثل النجوم في سما
عماننا ، والكل منهم قد سما

٩٦ حتى إذا ما أشرق الاسلام
وازينت بنوره الأيام

٩٧ تقلٌدوه عزة قعساء
ورفعوه بيننا لواء

٤ – إسلام عمان

٩٨ وعندما أشرق نور الدين
بالمصطفى المطهٌر الأمين

٩٩ واشرقت بنوره السماء
وضاءت الخضراء والغبراء

١٠٠ وسطعت كواكب التنزيل
تجيش بالتسبيح والتهليل

١٠١ نور من الله العلي وكرم
خص به أمتنا بين الامم

١٠٢ ورغم مالقيه في مهاده
من شدة الخطب ومن شداده

١٠٣ ومن قريش في أجل بلد
مع كرم الخيم وعتق المحتد

١٠٤ فقد سرت من نحونا الركبان
وأقبلت لحضنه عمان

١٠٥ سعيا الى مقامه الرباني
وظمأً لكوثر القرآن

١٠٦ يستمطرون النور من سمائه
ويطلبون المجد من عليائه

١٠٧ لم يحفلوا بنصب أو تعب
في سيرهم الى أجل منصب

١٠٨ قد اصطباهم الهدى وراعا
قلوبهم فذهبوا تباعا

١٠٩ كمازن نجل غضوبة الذي
طوى اليه البيد طيٌ الاحوذي

١١٠ في عصبة كريمة المحل
قد صاحبته نحو ختم الرسل

١١١ من بينهم غلامه ، واسمه
يحي تعالى بالضياء رسمه

١١٢ وكان من سمائل الفيحاء
غادر نحو طيبة الزهراء

١١٣ فانشد الابيات يمدح النبي
فحفه بفضله المطيب

١١٤ ثم توالت بعده الرجال
الى النبي المصطفى تنهال

١١٥ من كل صوب من عمان تأتي
تَصِيفُ بالقفار أو تشتٌِي

١١٦ وذكر ابن سعد عن وفود
للأزد نحو المصطفى المحمود

١١٧ كذاك من ” طاحية ” الشم ومن
” حدٌَان ” في ” ثمالة ” السٌُحب الهُتُن

١١٨ وكان فيهم ” أسد بن بيرح “
أكرم به من سيد وجحجح

١١٩ ومن بني الأزد أتاه “سلمة”
نجل “عياذ ” في رجال معلمة

١٢٠ ومن بني ثمالة ” إبنُ علس
” عبدالإله ” في أكارم شُمُس

١٢١ و نجل ” هزان ” من الحدٌَان
في عصبة أكارم فرسان

١٢٢ فأسلموا وبايعوا النبيا
وكان بالقوم الألى حفيا

١٢٣ فبعث النبي معهم “العلاء “
من صحبه فتى الرشاد والعلا

١٢٤ وهكذا ” مخربة العبديٌُ “
ارسله اليهم النبي

١٢٥وكان قد أملى كتابا فيه
كل الرشاد للذي يبغيه

١٢٦ قد خطٌه ” ثابت نجل قيس
إبن شماس ” بالهدى والكيس

١٢٧ فيالسفرٍ ساطع الضياء
يمليه أحمد عن السماء

١٢٨ وإذ رأى الرسول من سماتهم
وما ارتآه من سنا صفاتهم

١٢٩ أرسل نحوهم سليلَ العاص
عمراً كريم الخيم والنواصي

١٣٠ ومن له أُقِرٌَ بالدهاء
بين جميع العرب العرباء

١٣١ عمرو ويالله من كمثله
يوم دهائه وعند فصله

١٣٢ كم مشكل قد حلٌه ومعضل
بماله من عبقري الحيل

١٣٣ أتى اليهم برسالة النبي
تضيء كالكوكب وسط الغيهب

١٣٤ الى المليكين بني الجلندى
عبدٍ وجيفرٍ تفوح نِدٌا

١٣٥ فاستقبلت عمان دعوة النبي
بشرف عال وخلق طيب

١٣٦ وأكرمت رسول خير الرسل
وأسلمت بدونما تمهل

١٣٧ وكيف لا وهي التي شبابها
خبت بهم لنحوه ركابها

١٣٨ فياله من نبأ كريم
عمٌ سهول المصر والتخوم

١٣٩ يصبح عمرو بالهدى ويمسي
والمَلِكان بعض أهل الدرس

١٤٠ يبث آي الله والرسالة
كريمة عالية الجلالة

١٤١ ومات خير الخلق وابن العاص
بأرضنا، وما بها من عاص

١٤٢ فعَظُم الأمر ودوٌى الخطب
على عمان والرشاد رطب

١٤٣ من ثم فضٌل الرجوع واصطفى
من بعدما أتاه نعيُ المصطفى

١٤٤ ورافقته من عمان عدة
من الرجال الكاملين العدة

١٤٥ من زعماء الحرب والسياسة
وسادة الراي ذوي الكياسة

١٤٦ و كل ليثٍ في الحروب كالأسَد
اذا الوغى شدٌت عليه الأمرَ شد

١٤٧ كمثل عبدِ بنِ الجلندى وأبي
صفرة أعني والدَ المُهَلٌَب

١٤٨ مع زمرة من سادة الرجال
ذوي العلا والرأي والقتال

١٤٩ فذهبوا يطوون للسهول
ما بين عرض حَزنها والطول

١٥٠ حتى أتوا خليفة الرسول
“بطيبة”في سفرٍ طويل

١٥١ وهو أبو بكر فيا للموقف
وعزٌِه ، ويا لذاك الشرف !!

١٥٢ قد كان يوماً للعلى محمودا
ومشهداً عالي الذٌُرى مشهودا

١٥٣ حيث دعا الصٌِديقُ للترحيب
بهم وجوهَ صحبة الحبيب

١٥٤ من المهاجرين والانصار
أهل الهدى والعلم والفخار

١٥٥ و قام في الحفل بهم خطيبا
مرحبا بوفدهم ترحيبا

١٥٦ وقال قولا سوف ترويه الامم
وسوف يبقى لعمان كالعلم

١٥٧ فياله من كَلِمٍ كالتبر
أو أنه أسمى بكل فخر !!

١٥٨ وكيف لا وهو من الصٌِدٌِيق
وأيٌُ فضلٍ بعده حقيقي !!

١٥٩ والتحق الوفد العماني الاجل
بموكبِ الإسلام والجيش الجلل

١٦٠ وانتدبوا للشام والعراق
وغيرها من سائر الآفاق

١٦١ واشتركوا في معظم الفتوح
مع رافعي دعائم الصروح

١٦٢ من المهاجرين والانصار
وكل ليث معلم الاظفار

٥ – عمان في عهد الخلفاء الراشدين

١٦٣ وحينما قد بانَ للصدٌِيق
صدقُهم ، وأنٌه حقيقي

١٦٤ أقرٌهم على عمان ونصَر
وكان ذاك منه من بُعدِ النظر

١٦٥ فأهل كل بلد بأمرها
أدرى بكل رفعِها وجرٌِها

١٦٦ لا سيٌَما عندَ ابتداءِ الأمر
وعندَ كلٌ شِدٌةٍ وشجْر

١٦٧ وبعدُ قد ولٌَى عمان عكرمة
إبن أبي جهل قريع الملحمة

١٦٨ وبعده حذيفة الغلفاني
وقيل في نسبته القلعاني

١٦٩ وفي زمان عُمرٍ عثمانُ
إبن ابي العاص له السلطان

١٧٠ وهو الذي قد قاد منا الفيلقا
وعبر البحر بنا منطلقا

١٧١ لفارس بكل ليث فارس
وكل واري الشفرتين عابس

١٧٢ ثلاثة قيل من الآلاف
خاضوا العباب عن يقين وافي

١٧٣ وهم بحرب الفرس طرا أعلم
فكم جرى بين الفريقين الدم

١٧٤ واختلطَ الدٌَمُ الكريمُ بالدٌَم
“بالقسم” والفرسان فيها ترتمي

١٧٥ حتى انجلى غبارها وشهْركُ
مجندلُُ وجيشُهُ مفكٌَك

١٧٦ فيا لأربعين ألفاً هُزِمُوا
من الثٌلاثةِ الألوف همْ همٌ

١٧٧ نصر من الله القدير قُدٌِرا
لمَن لدِينهِ الكريمِ نصرا

١٧٨ أنظر تجد من يوم “بدر” لم يزل
نصرالإله لرجالِ الله جل

١٧٩ من كان مع الهه كان معه
قد سطعت نورا بكل موقعة

١٨٠ وبعد “جيفر” و”عبد” ملكا
“عباد” شهما حازما محنكا

١٨١ بعصر ” عثمان ” تولٌى و”علي”
الصاحبين الأكرمين الكُمٌَل

١٨٢ ولم يكن لعبد شمسٍ مظهرُ
على عمان أبداً أومنبرُ

١٨٣ حتى انبرى الحجاج ليثاً خادرا
يصطنع الكبر وصقراً كاسرا

١٨٤ لم يرع ذمة ولم يرحم رحم
وانما عماده السيف الخذم

١٨٥ فجيٌش الجيوشَ نحونا ولم
يرض بغير السيف في الأمر حكم

١٨٦ وأرسل “القاسم نجل شعوةِ “
الى عمان في ألوف عدةِ

١٨٧ وفي” يتي” قد نزلوا و ” الجصة “
فوارسا تهفو ليوم الغصة

١٨٨ فأحكم الامر “سليمان” الأجل
وصنوه” سعيد” للخطب الجلل

١٨٩ وفي”حطاط” التقتِ الفرسان
و اصطدمت بمثلها المران

١٩٠ لتنجلي عن نصرنا المؤزر
ومقتل ” القاسم” ضمن العسكر

١٩١ وبعدما قد هزماه أكثرا
من مرة عدى عليهم وضرى

١٩٢ قد جنٌد الأمير عبدالملك
جيشا به قد ضاق كل مسلك

١٩٢ في أربعين الالف قيل عدٌُه
ولأخي ” القاسم” كان بنده

١٩٣ والتحم الجيشان في ” أبوظبي “
وكان نصرنا مضيء الشهب

١٩٤ لكنه أبحر للمصنعةِ
” مجاعةُُ ” و جاءها في منعة

١٩٥ وتحت وقع الخطب بعد الخطب
زلزل جيشنا بهذي الحرب

١٩٦ لكنما ظل سعيد يرعف
وأن ضرى بالاكرمين الموقف

١٩٧ حتى أتته من سليمان الاجل
نجدته بين العوالي والأسل

١٩٨ فخاضها معركة وملحمة
وصاغها عبر الزمان مكرمة

١٩٩ وأحرق الخمسين من سفينهم
فزلزلوا بذلكم من حينهم

٢٠٠ وراح إثرهم يجر الخيلا
ويرفض استكبارهم والذلا

٢٠١ حيث التقى الجيشان في سمائل
لتلتقي السيوف بالمناصل

٢٠٢ فانسحب “ابن شعوة مجاعة “
حتى اتته نجدة الجماعة

٢٠٣ فقد أبى حجاجهم و من معه
من هذه النتائج المروعة

٢٠٤ فجاش هذا البحر بالصقور
تنذر بالويل وبالثبور

٢٠٥ هنا رأى المملكان أن لا
مجال ، فالقتال بات قتلا

٢٠٦ وأنهم أحرى بهم وأولى
ان يتركا الأمر لمن تولى

٢٠٧ فخرجا للشرق من أفريقيا
وكان رأيا منهما تهيا

٢٠٨ والدهر ذو تقلب والحرب
بين الورى عبر المدى لم تخب

٢٠٩ وأصبحت عمان ضمن سلكهِ
مع حقدهِ وظلمهِ وشكٌه

٢١٠ وجعل الحجاج ابنَ سبرةِ
وهو الخيار والياً للدولة

٢١١ وآخر الولاة من ” أميةِ “
زيادُ إبنُ المجد والشكيمةِ

٢١٢ فإنه نجل المهلٌب الأغر
حتى انتهى عهد “بني شمس” الغرر

٢١٣ ولاح مقباس “بني العباس”
شهب المعالي والندى والباس

٢١٤ وكان ظن الناس فيهم أنهم
من منبع “البحر” العظيم نبعهم

٢١٥ فحكموا بالسيف ظلما والأسل
ولم يبالوا بالبرايا والدٌول

٢١٦ وتلكم طبائعُ الملوكِ
لم يرتضوا في الحكمِ من شريكِ

٢١٧ ولا رَضوا بغير ما ترضى الشبا
فالحكم للسيف برغم من أبى

٢١٨ فانتخب الاعلام في عمان
قيادة ثابتة الأركان

٢١٩ وبايعوا ثمة “للجلندى”
خليفةً على الصراط الأهدى

٢٢٠ على طريق الخلفاء الراشدين
من صحب أحمد نبيٌنا الامين

٢٢١ فقام بالأمر على الحق ولم
يَعْدُ كتاب الله فيما قد حكم

٢٢٢ لكن أتاه من “بني العباس”
مستحكم الخطة والمراس

٢٢٣ وهو الفتى “ابن خازمٍ خزيمةْ”
ذي الشوكة الشٌماء والشكيمةْ

٢٢٤ وكان ينوي قتله “السٌفاح”
فجاءه القوٌاد والنصٌاح

٢٢٦ وحذروا من قتله وقالوا
أرسله للقتل فقد يغال

٢٢٧ ” ولتَرْمِهِ بمركبٍ صعبٍ” لعل
تصيبه منه السهام والأسل

٢٢٨ فسلٌَ منه صارما مهنٌدا
على عمان وهي تزهو بالهدى

٢٢٩ فاشعل الحرب على الجلندى
بغيا وعدوانا وجدً الجدا

٢٣٠ سبعة أيام تمور المعركة
حتى توقٌَع الردى والهلكة

٢٣١ فاشعل النيران بالمنازل
ليشغل الجيش بهذا النازل

٢٣٢ وهكذا كان فجُندُ الوطن
تطفي الحريق وهو واري الإحن

٢٣٣ قد أشرع السيوف فيهم والشبا
وهم هناك يطفؤون اللهبا

٢٣٤ وذاك غدر منه أيٌ غدر
كذاك حال الظالمين الفجر

٢٣٥ فقتل الامام وهو مقبل
اليهم ، وعزمه مستبسل

٢٣٦ وهكذا الأئمة العظام
كأس المنون عندهم مدام

٦ – دولة اليحمد

٢٣٧ وبعدُ قامت دولة “لليحمد”
بكل وضٌاح الجبين أمجد

٢٣٨ وكل واري الزند مرهوب السطا
مطهٌرِ النهج موفٌقِ الخطى

٢٣٩ فابتدأت “بابن ابي عفان”
و”وارث” كان الامام الثاني

٢٤٠ وجاء في زمانه “ابن جعفر”
عيسى يجر هول جيش أزور

٢٤١ يجره ظلما علينا واعتدا
لرفضنا الملك العضوض أبدا

٢٤٢ فَدُحرَ الجيشُ “بحَتٌَا” وأسِرْ
قائدُه “عيسى” فتى القوم الغرر

٢٤٣ فأقسم الرشيد أن ينتقما
لإبن عمه ، وأن تجري الدما

٢٤٤ فجاءه صرف القضاء والقدر
وسلمت عمان مما قد أمر

٢٤٥ وبعده قد قام ” غسان ” الأجل
فحقق الحق وأشرع الأسل

٢٤٦ وجند الجنود والعساكرا
ولاح في العرين ليثا خادرا

٢٤٧ وكان سيفا للهدى مهندا
وعلًما مجللا ممجدا

٢٤٨ وظلٌتِ الدولة في ” يحمدها “
قوية بعدلها ومجدها

٢٤٩ تدور بين فاضل وافضل
وعالم وسيد مجلل

٢٥٠ لكن تخللت بعبدالملك
ابنِ حميد من بني سود الزكي

٢٥١ وهو من الفضل كسابقيه
في كل منهج له يأتيه

٢٥٢ ثم أتى من بعده “المهنا”
أكرم من شن الوغى وسَنٌا

٢٥٣ فلا تسل عن خيله وجندِهِ
يكفيك صيتُ ذكرهِ و مجدهِ

٢٥٤ قيل ثلاثمائة من القطع
في البحر ، مع خمسة آلاف جَمَع

٢٥٥ من أبل ، وقيل : بل ثمانية
من الالوف كالبروج العالية

٢٥٦ ومن جياد الخيل ستمائة
بأهْبَة الوثوب والتعبئة

٢٥٧ وأنت إن نظرت للجوار
وجدت ذاك واجب الديار

٢٥٨ حمايةُ البيضةِ والعرينِ
من واجبِ الإيمان والأمين

٢٥٩ لا سيٌَما وقبله مرٌت محن
على البلاد ، وابتُلِي بها الوطن

٢٦٠ فقد أتى من قبله الحجاج
بظلمه وطمٌَتِ الأمواج

٢٦١ وبعده خزيمة بن خازم
فيا لظالم عقيب ظالم !!

٢٦١ فهدَ ركن المجد فينا هدا
بما أتى من قتله الجلندى

٢٦٢ وذاك كله إشارة لمن
أراد عزة البلاد والوطن !

٢٦٣ لا مجد للامة ما لم تكن
منيعة الجانب دون وَهَن

٢٦٤ قوية بجيشها وأهلها
وقبلَ ذاك بعماد عدلها

٢٦٥ ثم استوى الصلت بن مالك العلم
بمفرق الحكم ويا نعم الحكَم

٢٦٦ علماً وفضلاً وسدادَ أمر
وصولةً لدفع ايٌ شر

٢٦٧ فعندما قد صاحت الزهراء
“ما بال صلت” هزٌه النداء

٢٦٨ فاستنفرَ الشعبَ ونادى للجهاد
وملأ البحر سفيناً وجياد

٢٦٩ بكل كاسر وكل خادر
وكل ليث للحروب صابر

٢٧٠ حتى أعاد ” لسقطرى” عزها
من بعدما جيش النصارى ابتزٌها

٢٧١ لبى نداءها ولم يخش الخضم
كمثلما قد قام قبلُ “المعتصم “

٢٧٢ ولم يزل مجللا محروسا
حتى أتاه بالخلاف “موسى”

٢٧٣ جاء بجيش لجبٍ “لفرق “
والامر لله المبين الحق !

٢٧٤ فاعتزل الحكمَ ، ونحوَ منزل
شاذان نجله غدا بموئل

٢٧٥ حتى لقد تخالف الاعلام
في الأمر واصطكٌَتِ له الاقلام

٢٧٦ والحمدلله خلافُُ انتهى
وكل ما بين الورى لمنتهى !!

٢٧٧ وقد مضت دنيا “خروص” كالسنا
و مالها غير هدى الله مُنى

٢٧٨ قد رصٌعت آفاقنا بالأنجم
أنعم بهم من سادة وأكرم !!

٢٧٩ وانما الدولة سيف وقلم
أو قل إذا ما شئت عِلْمُُ وعلَم

٢٨٠ دونهما لم تسلس الأمور
ولا أضاء بالحياة النور

٧ عمان وأبن بور

٢٨١ وتحت وطأة الخلاف المحتدم
بين رجال العِلم منهم والعَلم

٢٨٢ منذ اعتزال الصلت وانتخاب
خليفة ، والأمرُ في تباب

٢٨٣ فانتهز الفرصة “ابن بور”
ودارت الأمور أي دور

٢٨٤ وارتكب الساسة مالم يجز
في حق هذا الوطن المبرز

٢٨٥ فإنهم أتوا “بإبن بور”
وذاك جور ثَمًَ أي جور

٢٨٦ فليس في الحكمة أن تأتي بمن
إن قهر البيضة كنت الممتهن

٢٨٧ فلا يفرق الدخيل أبدا
إذا أتى بين الصحاب والعدى

٢٨٨ فإنهم في رأيه أهل وطن
قد يلتقون مرة بعد المحن !

٢٨٩ وهكذا جاءوا بذاك الصارم
وظالم يقفو سبيل ظالم

٢٩٠ قد جاء مدعوما من “المعتضد “
وفي عمان كم له من عَضُد

٢٩١ فلتسألوا عنه ” دما ” كم من دما
قد ضجت الأرضون منها والسما

٢٩٢ ثم أضاء الفجر من مفرق من
قد كان خير الناس في هذا الوطن

٢٩٣ أعني الرحيلي ابن عبدالله
سعيد ابن العالم الأواه

٢٩٤ اذا نسبته فمن مخزوم
أهل العلى والمجد والحلوم

٢٩٥ فكان خير طالع للمجد
وخير هادٍ للهدى ومهدي

٢٩٦ فقام واستقام عدلا حتى
مضى شهيدا للاله ثبتا

8 – الدولة النبهانية

٢٩٧ وجاء للحكم بنو نبهان
أهل العلى والمجد والسلطان

٢٩٨ كانوا أسود الغاب والعرين
وسادة البيان والتبيين

٢٩٩ فازدهر الشعر بهم وإن خبا
نجم الهدى وساء حينا مركبا

٣٠٠ توارثوا الملك على مراس
” أمية ” والشم من ” عباس “

٣٠١ ولم يكن رضي بذاك العلما
لكنما الحكم لمن تحكٌَما

٣٠٢ حتى أتاهم “إبن خطاب عمر”
من “يحمد” ذاك الخروصيٌُ الأغر

٣٠٣ فوضع السيف ولم يبق أثر
لهم ، وصال كالقضاء والقدر

٣٠٤ وبعد حين زهرت أيامهم
وخفقت على الذرى أعلامهم

٣٠٥ وانما الأيام قد قيل دُوُل
تأتيك بالمجد أو الخطب الجلل

٣٠٦ وحسبهم بالفارس المقتدر
والشاعر الكبير رب المفخر

٣٠٧ أعني سليمان فتى المظفر
ومن تعالى فوق هام المشتري

٣٠٨ زانَ بتاج الشعر تاجَ المُلْك
وجاء بالدر عظيم السٌبك

٣٠٩ وفرقداها الشاعر “الستالي”
وابن “محليا” في الزمان الخالي

٣١٠ كلاهما كالبحتري وأبي
تمام فاعجب للقريض المطرب

٣١١ كذاك قد بنت من الحصون
ما عدٌ من مفاخر التحصين

٣١٢ ك”الحصن” في سمائل الفيحاء
الشامخ البناء والعلاء

٣١٣ والظن أنه قديم العهد
لكنه جُدٌِدَ في ذا العهد

٣١٤ وعلٌه من ألف قرن كانا
لقدم الفيحا عُلاً وشانا

٣١٥ وهكذا “حصن المراح ” قد بني
في الجاهليات على التبين

٣١٦ وفي ” مقنيات ” وهذا يعرف
ب” الأسود ” المشهور حين يوصف

٣١٧ فقد بُني في عاشر القرون
وربما ذاك من الظنون

٣١٨ واعلم بأن هذه الدولة لم
تكن بسلطان موَحٌدِ العلم

٣١٩ وانما تقاسمت أبناؤها
غلب الديار لو سما لواؤها

٣٢٠ مثل دويلات على الأندلس
زهت بذيٌاك الزمان المؤنس

٣٢١ بعد غروب شمس “عبدشمس”
تقاسمت أندلسا بنحس

٣٢٢ وان يكن زها بها البيان
فقد تولى أمرها الأسبان

٣٢٣ جاءوا اليها بالعوالي والشبا
حتى غدا ذاك الجلال كالهبا

٣٢٤ فيالها من بلد كأنما
زفت من الفردوس حسنا وحمى

٣٢٥ لم تطلع الشمس على مثالها
في حسنها وفي جلال آلها

٣٢٦ فانظر بني عباد في”إشبيليا”
تلق النجوم بالحمى دوانيا

٣٢٧ وكم بغرناطة أوبقرطبة
من أنجم زهت بها وكوكبة

٣٢٨ لكنما الخلاف بينهم شجر
حتى غدوا من بعد مجدهم أثر

٣٢٩ فاسمع الى الرندي كيف يبكي
بحسرة على ضياع الملك

٣٣٠ وإن نعد الى بني نبهان
نجدهم كمثلهم في الشان

٣٣١ كمثل أولئك في شجارهم
وفي حروبهم وفي منارهم

٣٣٢ قد اشعلوا الحرب وأججوا الفتن
وعاشت الأمة منهم في محن

٣٣٣ والاختلاف الوطنيٌُ داع
للاعتداء من ذوي الأطماع

٣٣٤ من ثمٌَ جاء البرتغاليون في
جيوشهم بكل خطب مؤسف

٣٣٥ فاقتحموا حواضر البلاد
بكل ليث منهم وعاد

٣٣٦ وأسسوا القلاع والحصونا
حتى غدا ملكهم حصينا

٣٣٧ وملأوا البحر خيولا وسفن
وجللوا بالذل راية الوطن

٣٣٨ حتى أتى للحكم ربه البطل
فأوقد العزم وأشرع الأسل

٣٣٩ وانتشل الأمة من هوانها
ومن حضيض ذلٌها وشانها

٣٤٠ لتستوَي بمارِنِ الثٌريا
سناً علياً ، وهدىً رضيا

9 – الدولة اليعربية

٣٤١ سبحان من بث الحياة في الرمم
ونفخ الروح بها بعد العدم

٣٤٢ وأوقد الجذوة في بعض الامم
حتى رمت أبعد مطلع الهمم

٣٤٣ فإنه “بالناصر بن مرشد”
والصارم المهند المسدد

٣٤٤ سما بعلياء عمان للسها
مؤسسا لدورها منبها

٣٤٥ أيقظ من ناصر نجل مرشد
شعبا على شفا انهيار موقد

٣٤٦ وإذ بصوته يهز الرٌمَما
ويعتلي بشعبه فوق السما

٣٤٧ فرصٌَ قبلُ جبهة البلاد
على الهدى والعلم والرشاد

٣٤٨ لا بدٌَ من تلاحم البلاد
قبل الدعا للروع والجهاد

٣٤٩ فافتتح البلدان والمعاقلا
وقاد للمناهض الجحافلا

٣٥٠ وكان للشقصي دوره الأجل
في نصبه، وكان شيخه البطل

٣٥١ فرفع الراية واستوى على
أريكة المجد إماما بطلا

٣٥٢ وكان من قادته سلطان
سليل سيف ، وهو السلطان

٣٥٣ من بعده باسم الامام الثاني
من يعرب حامي الحمى العماني

٣٥٤ فيا لذاك الناصر العظيم
من ضيغم ، وعلم عليم

٣٥٥ وبعده قد أخذ الراية من
كان لها ، وهو بمجدها قمن

٣٥٦ من لا تروعه الخطوب أبدا
أأبرق الزمان أم قد أرعدا

٣٥٧ ولا يهاب لو علا الزئير
واضطربت بموجها البحور

٣٥٧ سلطان ، وهو للعلى سلطان
كم فاخرت بمجده عمان

٣٥٨ جاء عقيب ناصر بن مرشد
يا فرقدا قد ضاء بعد فرقد

٣٥٩ فوجه العزمة وانتضى الأسل
وصاح في الأمة هيا للعمل

٣٦٠ فالبرتغال بالديار والحمى
وما يزال أمرهم مضطرما

٣٦١ حق علينا واجب محتم
أن نجعل النار بهم تضطرم

٣٦٢ وهكذا قد أصبح الميدان
ساحا به تضطرم النيران

٣٦٣ وكل سيف لاهب الغرار
وكل فرد صارخ بالثار

٣٦٤ حتى تطهرت من الغزاة
بلادنا بالعزم والثبات

٣٦٥ فبعد عام من توليه انتهى
أمرهم ، وللأمور منتهى

٣٦٦ وذاك في يناير من عام
خمسين بعد الألف من أعوام

٣٦٧ وبعد ستمائة فليحفر
تاريخ هذا اليوم للتذكر

٣٦٨ وليكتب التاريخ عنه بالذهب
مرصعا في سفر تاريخ العرب

٣٦٩ فإنه العيد الأجل للوطن
وخير ما جاد به لنا الزمن

٣٧٠ صناعة الابطال والفرسان
عبر اللهيب من بني عمان

٣٧١ الذائدين عن حياة الوطن
بكل مرهوب الشباة مؤمن

٣٧٢ وكل صنديد الجناب ضيغم
ليس يراع بالشبا أو بالدم

٣٧٣ ثم تولى الصرح خير من علم
لعزه ، ومن هو الليث الأشم

٣٧٤ “سيف بن سلطان ” وحسب المجد
منا ” بقيد الأرض” أي قيد

٣٧٥ فزلزل المستعمرين الخوف
وكيف لا وقد تجلى ” السيف”

٣٧٦ وبات أمر البحر في قبضته
والعز كل العز في حوزته

٣٧٧ فإنه قد ملأ ” المحيطا “
سفنا تئط بالالى أطيطا

٣٧٨ وبلغت جياده الالوفا
تزجي لدحر المعتدي الزحوفا

٣٧٩ تسعون الفا ، قيل عدها فإن
قللتها لتسعة ، فويك من

٣٨٠ أليس في التسعة شان عجب
بمثلها تبنى العلى وتكتب

٣٨١ وتفتح الاقطار والامصار
ويرسم الجلال والفخار

٣٨٢ وما مضى حتى أتى ” سلطان ”
يقوده الإقدام والايمان

٣٨٣ لا ينثني عن العرين أبدا
ولو تفجر العرين أسدا

٣٨٤ ومن يكن برأسه همٌُ الوطن
خاض لهمه الحتوف والمحن

٣٨٥ صنع الجلال هم كل أعظم
ولو غدا ما بين نابي ضيغم

10 الدولة : البوسعيدية

٣٨٦ وحينما مالت شموس ” يعرب “
الى الافول قام خير كوكب

٣٨٧ أعني فتى سعيد أحمد الذي
عزٌ به هذا العرين الاحوذي

٣٨٨ نادى الى النجدة ابناء الوطن
واسمع القول لمن به أذن

٣٨٩ واتبع الصيحة بالجحافل
منذرةً بالويل والزلازل

٣٩٠ وأصبحت ” فارس ” بعد صيحته
واهنة العزم لعزٌِ عزمته

٣٩١ فطهر البلاد بالصوارم
وبأسود الغيل والضياغم

٣٩٢ لتستعيد مجدها عمان
و يفرح الابطال والفرسان

٣٩٣ وإن نسيت لست موقفه
الشامخ الفعل الكريم والصفة

٣٩٤ لبىٌَ نداء الرافدين ثائرا
وأرسل الجيوش والعساكرا

٣٩٥ في عشرة من الالوف الأسُد
خاضوا الخضم ضد ذاك المعتدي

٣٩٦ في فيلق عشر من السفين
تحمل للموت وللمنون

٣٩٧ ليصبح العراق عالي الموقف
في شرف ما بعده من شرف !

٣٩٨ وبعده قد قام من أحفاده
“سعيد” ذاك الليث في قواده

٣٩٩ ابلى البلاء في العلا والوطن
ممارساً ، مقارعا للمحن

٤٠٠ ولم تزل راياته في الشرق
سيارة خافقة بالحق

٤٠١ أعاد للملك الكريم رونقه
وللجلال عهده وموثقه

٤٠٢ موطٌِئا من “فارس” غواءها
ومعليا لأرضه لواءها

٤٠٣ وحسبه من موقف مشرٌِفِ
مع العراق ياله من موقف

٤٠٤ أعاد للتاريخ دور جدٌِه
في نصره بأهله وجنده

٤٠٥ ثم توالت في بنيه كوكبا
فكوكبا ، تجلو السيوف والشبا

٤٠٦ حتى أتى قابوس مثل القبس
مزدهي الغرة بعد الحندس

٤٠٧ فانهض البلاد من عثارها
واطلع الشموس من نهارها

٤٠٨ واليوم مع ” هيثم ابن طارق “
مورقة الأفياء والمناطق

٤٠٩ تنشد من جنابه المجلل
حماية المجد العظيم الأجلل

٤١٠ وترتجيه للعلا وللعَلَم
لكي تنافسَ الشعوبَ والامم

٤١١ وتستعيدَ دورها العظيما
ومجدها المقدس الكريما

الخاتمة

٤١٢ بني عمان ..أيها الأمجاد
إن الحياة كلها جلاد

٤١٣ وإنما إعلاؤها بالعلم
والسهر المضني له والعزم

٤١٤ فلا جلال أبدا الا لمن
قد ايقظ العزم وأوقد الفطن

٤١٥ وارخص الروح اذا دعا الوطن
وكان للأوطان سيفا ومجن

٤١٦ مستلهما مواقف الأجداد
فيما بنوا من شامخ الأمجاد

٤١٧ فإنهم قد بذلوا الأرواحا
واستقبلوا بالأوجه الصفاحا

٤١٨ وعاركوا الأيام في لأوائها
ونافسوا النجوم في لألائها

٤١٩ ورفعوا راياتهم فوق السٌها
ودوخوا القرون عزما ونهى

٤٢٠ وأنتم أبناؤهُمْ فهل لكم
أن لا تسيروا للسماء سيرهم

٤٢١ كلا فأنتم بنو المعامع
وصفوة الأيام والوقائع

٤٢٢ تاريخكم في ضوئه كالقبس
و مجدكم كالمُنزَل المقدس

٤٢٣ وهاهنا كمال هذا النظم
وجلٌَ بالصلاة حسن الختم

٤٢٤ على النبي سيد الانام
وآله وصحبه العظام

٤٢٥ ماقام ركن للعلا وارتفعا
وضاء نجم بالسما أو سطعا

٤٢٦ وما تلي التاريخ في أعلامه
من ابتدائه الى ختامه !

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى