لستُ أذكر كيف لبستكِ؟

كيفهات أسعد | شاعر كوردي من القامشلي – سوريا يقيم في السويد

تعالي لثوانٍ، سأخبركِ بأشواقي

بمسافة الليل المعتم من دونكِ،

وكيف أحلِم بحكاياتٍ،

أحلم أن أخبركِ

بصمتٍ وكلماتٍ لاتعرف كيف تخاطب غيركِ

سأخبركِ:

أوجاعي كبُرتْ،

وأنتِ الوحيدة التي لكِ ألف ذكرى كل يوم،

سأخبركِ أيضاً:

كم مرةً

أسلكُ دربَك الطويلة

إلى شبّاك بيتكِ الذي يغريني جمال وجودكِ فيه

كي أنظّف عينيَّ في رؤيتك،

وأسلك الطريق نفسه كي أعودَ بحزن نبيٍّ.

كان يمكنني أن أغمغم لكِ: “مساؤكِ وردٌ”

وأقول إلى أي عمق ستغيبين؟.

ماهذا الغياب المُرُّ، ماهذا الخسوف النزق

ماهذا الكسوف المتشظي؛

المتشظي كسرب نمل يخرج من شقوق البُعد والهجر!،

يضيء حزني بدونكِ.

تعالي…

ذئبان ضاريان يتعاركان حول غزالة الشوق، أنتِ وأنا،

فأتذكر النمش “الميدي” حول نهديكِ.

كيف يسوقني وأنا الكردي على اشتهاءات القومية والغربة كقطيع من الجواميس في محميات أفريقيا؛ في مذاقها الأنثوي السمين،

في شهوة أضلاعها؛

في شهوة خصرها الفقير؛

في شهوة وركيها الشهيتين؛

في شهوة الرغوة، في حليب رقبتها، وشحمة أذنيها؛

في شهوة  تفاصيلها التي تحفر في قلبي الآن،

أفرغها ككيس ألعاب يلهو بها طفل.

أبعثرها هنا

غيمة زرقاء هنا.. حمالة صدر زهرية هناك،

المكان صغير هنا.. بحر عميق هناك،

اشتهاءاتي هنا.. نسياني هناك.

أية أميرة نائمة أنتِ، تتنحنح على إيقاع القُبل التي تحرر جسدكِ.

تمضغ من صراخ الشهوة شفتيكِ، لاتقوى على رعشة الجلد الخمري جسده.

ذئبان ضاريان نحن، نتعارك على غزالة.

تعزف الأنوثة على أنين ناياتكِ، وأنتِ تشهقين في حضرة الحب.

روضتي أنتِ.

يمتزج الصدى مع عرقنا كأنه سراب حلم صغير.

لستُ أذكر كيف تقمصتُ جسدكِ؟.

لستُ أذكر كيف دق قلبي داخل جسدكِ؟.

لستُ أذكر كيف لبستكِ؟.

ولستُ أذكر أيضاً كيف وجدتُ الرّطب العسلية على حلمتيك مطهرةً كصليب؟.

ينفرط جمالكِ معي كعقد لؤلؤ وسط المدينة.

أضيع في مراياكِ، أتوهج فيكِ كالنار في مواقد الشتاء،

أضيع في جمالكِ الصاخب كقط تائه.

لستُ أذكر كيف سمعتْ تلك الأوزات الاسكندنافيات أنيننا،

لتباركَ لنا بأصواتها الفَرِحة ومناقيرها الراضية؟.

أي تأويل يأتيني مثل أغاني “الكوچر”، أي بكاء

وأنا أتذكركِ حلماً؟.

….

كيفهات أسعد:  شاعر من مواليد مدينة قامشلي السورية يقيم في السويد له ثلاث مجموعات شعرية منشورة / لك وحدك أكتب – هزائم رجل يشبهني- كتاب آشتا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى