خربشات خفيّة على جدارِ الزمنِ العربي
منجد صالح | فلسطين
سياسة أمريكا الهجوم والدوس “ببساطير” جنودها والإحتواء، من زمن ألمانيا واليابان في الحرب العالمية الثانية، إلى كوريا وتقسيمها إلى الكوريّتين: كوريا الجنوبية، ما زالت تحت إبطها، وكوريا الشمالية، ما زالت ثائرة “مُشاغبة” حتى يومنا هذا، في الحرب الكورية، .. إلى الحرب الفيتنامية، إلى احتلال غرينادا وبنما وإسقاط واعتقال نورييجا، إلى احتلال أفغانستان واحتلال وتدمير الدولة العراقية وتفسيخ العراق وبعثرته، إلى خلق داعش و”تبشيم الخوازيق” في سوريا وليبيا واليمن.
وطبعا ومن المفروغ منه استمرار الولايات المتحدة في احتضان وليدها المُفضل، اسرائيل، ومدّها بالسلاح والمال والتعويضات عن جرائمها وعن صواريخ القبة الحديدية بالمليارات، وفتح الطرق أمامها للتطبيع مع دولٍ عربية “مطواعة” تجري وراء سراب لن تطول معه “لا بلح الشام ولا عنب اليمن!!!”.
لملمة الشباب العربي والمسلم “الثائر” من أصقاع العالم الأربعة و”تقنيتهم” والزجّ بهم في أتون لهيب حمم مجرى قناة داعش “الشوكيّة اللولبيّة الهُلاميّة” لضرب العرب بالعرب وضرب المسلمين بالمسلمين وضرب المسلمين يالعرب وضرب العرب بالمسلمين ومن أجل تفريغ طاقاتهم الشبابية وطاقاتهم “النضالية” وتفريغ “سمومهم المُتراكمة” في أجساد شعوبهم، في أجساد بعضهم البعض.
وحرف طاقاتهم وأعينهم وأبصارهم عن معركة العرب والمسلمين الأولى والمركزية ضد الغزاة الصهاينة المُحتلّين في فلسطين وجوارها.
استذكار أسواق الرقّ وأسواق الجواري وأن “الإسلام يصوّرونه” على أنه ما هو إلا لحية وعمامة وخنجر وفرج، “يُريدون أن يُطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يُتم نوره ولو كره الكافرون”، صدق الله العظيم.
ثمّ تبخّرت داعش في سوريا والعراق وقتل منهم الآلاف من المُغرّرين المغمورين الغشماء بعد أن قتلوا آلافا من الأبرياء في معارك وهمية هلامية مفتعلة ومسيسة ومسيرة من قبل أجهزة المخابرات العالمية الأمريكية والصهيونية والغربية، بتخطيط وتدبير “وخندزة” الماسونية العالمية والقوّة الخفية المهيمنة على العالم، عائلتي روكيفلر وروتشيلد، ومن بعض الأجهزة والحكومات العربية التي تُدار “بالريموت كونتول” من واشنطن ومؤخرا من تل أبيب.
لم يتبقّ من داعش إلا مجموعات صغيرة، مرتكزة في أجزاء من العراق وسوريا، تحت حماية وإمرة جنود الماينز الأمريكيين، لإستخدامهم حين الحاجة والطلب لتلبية مشاريع وأداءات مشبوهة للولايات المتحدة ضد دول المنطقة وضد الدول الأوروبية التي تحاول “شقّ عصا الطاعة” أمام غطرسة وجبروت واشنطن.
في العسكرية والأمن:
بدأت ثمار “صفقة القرن” الترامبية الكوشنيرية تنضج و”ترمي” قواعد عسكرية وتنسيق وبيع وشراء معدات عسكرية”، طائرات مسيّرة وقبب حديدية.
المُشتري والمُنسّق معه والمفعول به هي “المملكة المغربية الشقيقة”، التي تُراكم الأسلحة تلو الأسلحة من الأصدقاء الأحباب الجدد – القدماء، الإسرائيليّون.
سيصبح لإسرائيل قواعد عسكرية وتواجد عسكري وأمني على تخوم بلد المليون ونصف مليون شهيد، الجزائر الباسقة الشامخة، و”يا جبل ما يهزّك ريح”.
كان “الرقص قد بدأ بحنجلة ترامب” بإعتبار الصحراء الغربية (الساقية الحمراء ووادي الذهب)، أين تسود جبهة البوليسارية، جزء لا يتجزّأ من أراضي المغرب.
ترامب نصب “خازوقا” للمغرب كي تقع في فخّه، مقابل أن تُطبّع علاقاتها مع إسرائيل، مع العلم أن المغرب لم تكن يوما بعيدة عن علاقات من نوع او آخر مع دولة الكيان الإحتلالي العنصري.
المغرب لديها معضلات ثلاث يُضاف إليها مصيبتها ومقتلها الرابعة:
مشكلتها مع جبهة البوليساريو على الصحراء، والحرب الباردة الحامية بينهما.
مشكلتها مع الجزائر نبض العروبية والثورية المُتورّد بسبب الصحراء وبسبب سلوك المغرب الإنبطاحي أمام اسرائيل وأمريكا، والتبعات التي ستجرّها على الجزائر وعلى المغرب العربي قاطبة.
مشكلتها القديمة الجديدة مع جارتها الأوروبية إسبانيا التي تستعمر وتقتطع مدينة سبتة ومليلة وجزر الكناري من التراب المغربي وكذلك الطرف الجنوبي لمضيق جبل طارق.
والآن تُدخِل المغرب “الدب الإسرائيلي” في كرمها ليتحوّل إلى “أم المشاكل” التي ستواجهها المغرب الآن وفي المستقبل المنظور وعلى الدوام.
إسرائيل لا “تلعب الكوتشينة” مع أحد وإنما تستولي على مُقدّرات البلاد طوعا أو غصبا وتتغلغل في مسامات الإقتصاد والثقافة والسياسة وتوتّر الأجواء والأوضاع في المغرب وتجعل من الحكومة المغربية والشعب المغربي دُمية في أيديها تتلاعب بها وتّدخلها في دوّمة المشاكل وحلّها المستحيل!