الحارس والليل
أحمد بن هلال العبري | سلطنة عمان
وَحدي يلوذُ الليلُ بين ثِيابي
ويُؤثّثُ الأركانَ تحتَ قِبابي
///
ما بين نَبضٍ في جبيني دربُه
وتأوهٍ يَنداحُ تحت إهابي
///
فأنا الذي أبقى فيبقى واقفًا
فيَّ المساءُ كأنَّه بوَّابي
///
علمتُه لُغةَ الخضوعِ، بإصبعي
يجري على قدَرٍ مع الدُّولاب
///
وطَّنتُه في كُلِّ زاويةٍ أرى
أنوارَها تأتي إلى محرابي
///
يا أيَّها الشيخُ الذي يحكي ومِن
آهاتِه حبَّرتُ فيضَ كتابي
///
أُهربْ فلن يَجدَ النهارُ ضياءَه
إلا إذا عوَّذْتَ مِن أعتابي
///
(الليل)
قدري بأنْ أبقى وبين أصابعي
أرقُ المدائنِ، فاضَ من أكوابي
///
مَنْ شاءَ أو مَنْ شِئتُ يشربُ دمعةً
في ضِفَّتيها تنتشي أهدابي
///
منها فوانيسي تُطاردُ عَتْمةً
أنا مُنتهاها إذْ حرقتُ ثيابي
///
العاشقونَ لهم بكلِّ مَدائني
مَددٌ لِكشفِ الفَيضِ من ميزابي
///
الراحلونَ، الليلُ يحرسُ نجمَهم
فانظر إليه وسوف تُدرِكُ ما بي
///
القلبُ يشطره النهارُ، وفي يدي
وطنٌ يُلملِمُ فُرقةَ الأحباب
///
لليلِ يا مولاي ثأرُ مُتيَّمٍ
يرجو القصاصَ بنجمةٍ وشهاب
///
(الحارس)
مُذْ صُغتُ موَّالَ الغُروبِ تطايرتْ
عني النُّجومُ، فضاعَ نصفُ شبابي
///
دربانِ في قلبي، فهذا مُظلمٌ
والآخرُ المَنسيُّ ضيَّعَ بابي
///
في الليلِ أفترشُ الأسى، ولِحافُهم
قطنٌ تَرعْرعَ من دُموعِ يبابي
///
أنا بين ما لا تعرفون، ورُبَّما
مرُّوا، وما التفتوا إلى جلبابي
///
أنا حارسُ الليلِ الذي في جوفه
أرعى النجومَ إلى نهارِ إيابي
///
استمطرُ النَّجماتِ بعضَ حياتِها
وأبثُّ ما يُحيي الأسى بتُرابي
///
قدمٌ تُقدِّمني وأُخرى تَنثني
وعلى جبيني مُنتهى الأسباب
///
أشعلتُ نارًا وانطفأتُ بحَرِّها
وحرقتُ فيها لامتي وحِرابي
///
ستموتُ أسئلتي ببَعضِ غُبارها
ولرُبَّما بعضُ الغبارِ جوابي
///
وَجهانِ فيَّ وبعضُ ليلي مِنهما
فإذا هلكتُ تيمموا بسرابي
ΠΠΠΠΠΠ
وطني شواطئه النجوم وإنني
أبحرت عمري فيه كالملاح
^^^^
ويطيب لي فيه الجلوس على الثرى
والبحث فيه براحة الفلاح