تبكي القبرات حين يحل بك اليباس

سمير حماد | سوريا

في  مزامير  التاريخ تتوقّدين كنجمة

وعلى  الرمال والشواطئ  تتكئين كعروس البحر 

تعانقين وحشة الولادة والموت كأسطورة

اسمك وأسرارك كقصبة  ناي حزينة

عطشك وجوعك ملحمة ارتحال أبدية

تشرق الشمس عليك كجوهرة

وتحلّ العتمة  فيك كمنصّة وداع

وعندما يطلّ فجرك يحمله القديسون على أكتافهم

يا لصخب أرضك ومياهك الممزوجة بدم الشقائق

مبعثرة ذكرياتي كالحروف على ضفاف أريجك

عانقيني كي تندلع الحرائق ويبدأ الطوفان

كي تذوب الصحارى وترتوي أنهارك بالحياة

كم هي جميلة أحلامي حين أغمسها بقمحك

وكم يصير ناعما جلدي حين تعطّره نسماتك

أكتشف سرّ الملح حين تستقرّ دموعك على شفتي

تبكي القُبّرات حين يحلّ بك اليباس

وغناء البلابل يتعالى حين تُرفع صروح مجدك

تلاحقني عيونك حين أحلّق في قرنفل صحوك

نساؤك ملكات وملائكة بقلوب من التفاح

وأطفالك عصافير تعشعش كالبرتقال على أغصان روحي

اتذكّر (تموز) فترتفع غابات الحور والسنديان

وتُفرش الأرض بسجّاد  الشقائق

أتذكرعشتار فتطير بي الأحلام والفراشات

وآلاف الخطا تبحر بي  في نهر  المواسم والقطاف

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى