نزفٌ مفترس…

 د. ريم سليمان الخش|فرنسا
رنين معناك مرهونٌ بذي جرسِ
ولااكتمالٌ لخيّالٍ بلا فرسِ

ولاارتحالٌ بفجّ الشعر منفردا
مجاز طورك أجيالٌ من القبسِ

ولاسموّ بلا جذبٍ لمنخفضٍ
ولاتمرّدَ دون السوط والحرسِ

يُعرّفُ الشيء من فقدٍ يُلازمه
الضدّ بالضد : فحوى الكون فالتمسِ

تفرّد اللون وهمٌ لا وجود له
بل إنّه هوسٌ من زعم ملتبسِ

يبني الدعيّ بيوت العنكبوت وما
فيها لمتكئ العشاق من أُنسِ

تُشكلّ الرسمَ أطيافٌ تضج سنا
منها النقي ومنها الخلط بالدنسِ

حتى يَميزَ شذى الأطياب عن خبَثٍ
حتى يُبرّأ مجرى الطهر من رجسِ

جبْلٌ على الصدق ذا طيني وذي شيمي
نبعٌ ترقرق في زرعٍ بلا يبسِ

كنزي الوفاء ولم ألمس غلا دُرري
حتى قليتُ على جمر النوى الشرسِ

يُفوّحُ الطيب من جوف الوفيّ كما
يُشققُ الفجر من رحم الدُجى الغلسِ

وماانتشاء ينابيعي إذا بلغت
مصبّ رحلتها لا..لا…ولا أُنُسِي

بل إنّه الحبّ خيّالٌ ونشوته

تُوشوس الريح مفتونا على فرسي

الحب ماالحبَ؟ لم أبلغ عذوبته
إلا كنهر ضيا في الروح منبجسِ

فإنْ رأيت وميضا لاح من أحدٍ
فاعلم بأنّ ضياء الحسن من قبسي

ياحاطب الروح لاتضرب فتوجعها
في قبضة الفأس لفح الروح فاحترسِ

وكيف يقطع رأس الفأس أحجية
لمّت براءة من كالجذر منغرسِ ؟!!

أما اكتفيت بأشجار الغيوم على
مشارف الحلم في هطل الهوى السلسِ

أما سقتك نهور الخمر سائغة؟
حتى انتشيتَ فلا غمٌ لمبتئسِ !

أراك تُشعلُ غاباتي تُحرّقها
تُراقص النار في تيهٍ وفي هوسِ !

إمّا اشتعلتَ فلا أقوى على تلفٍ
إنْ قد يُصبْك أذى فالنزفُ مفترسي!