كل سنة جديدة ونصوصنا عارية من إثم الكذب
سهيلة بورزق | بيت الفنون – واشنطن
تبدو السّنة القادمة مُبهمة كفيلم قديم بالأبيض والأسود، نُحيطها بمخيال انتباهنا ونُعلّق عليها خساراتنا وأحزاننا وخطايانا ونصوصنا الكئيبة.
في حفلة رأس السنة الجديدة، نتعانق من غير دليل ونحن نتفرّج على عاشق يقبّل مراهقة في شارع الوطن، ربَّما لأنَّ الموت أصبَح حَالة شَائعة، يأتي مرتّب التّفاصيل، له لحية بيضاء طويلة كبابا نوال ويحمل كيسا ضخما من بطاقات التّعازي، يوزّعها على فقراء المدينة.
لا شرفة لأُمنياتنا، غير أنّ الهواء المُرتعش يبدو رطبا كزنزانة بحارس مُبتسم.
تبدو أحلامنا مقطوعة الظّل، يَجُرُّها الكلام البذيء من نهدها المُرتجف إلى مُتعة رخيصة، هكذا تَغرق أَيامُنا في دُعاء الجدات، ليغفر الله لنا انشغالنا بعدّ عطاياه.
مُنشغلون عن سنة جديدة تَتَزَيّن لأَسباب تَخصها وَحدها، نحن غير مُهيئين للفرح، نحن مجرّد ندب صغيرة عالقة بالغياب.
أرجو ألا يُفهم كلامي على أنّه خريطة طريق.
كل سنة جديدة ونصوصنا عارية من إثم الكذب.