غصبا عن ديستان

جبرا حنونة | فلسطين

قرأتُ هذا التقرير، فتأثرتُ كثيراً….. نائل البرغوثي أقدم أسير في سجون الاحتلال. إثنان وأربعون عاماً قضاها نائل في السجون المظلمة. ذهبت أمهُ لزيارتهِ في سجن عسقلان، فسألها مدير السجن:

إنتي شو اللي جابك لهون؟

– مش عارف شو اللي جابني؟ جيت ازور اولادي،

– ليش ما ربيتيهم مليح ، عشان ما يصيروا مخربين؟

– هذول مناضلين.. هذول أبطال.. إنتو المخربين.. إنتو المجرمين .

– هيّك بتتعذبي عشانهم وانتي مرة كبيرة

– إسمع يا ديستان…درهم شرف أفضل من بيت مال. وهذول اللي في السجن همة عنوان الشرف والكرامة .

– لكن إيديهم ملطخة بالدم

– إنتو بتسبحوا في الدم الفلسطيني سباحة. إرتكبتوا المجازر، سرقتوا أرضنا، وقتلتوا شبابنا، واعتديتوا على أعراضنا ومقدساتنا، أنو الإرهابي ، إحنا والاّ إنتو ؟

إنفعلَ ديستان ، وغضبَ ، وصرخَ في وجه “فرحة”، أم عمرالسبعينية : ممنوع الزيارة .. يلاّ امشي من هون.

وهنا أعلنَ أهالي الأسرى جميعهم التضامن مع أم عمر، ورفضوا زيارة ذويهم، إلاّ إذا زارت أم عمر إبنها. وبدأت الهتافات والأناشيد الثورية عند بوابة السجن، وأم عمر تتقدمهم، وتهتفُ معهم. وتجاوبت مهاجع الأسرى للنداءِ، وعلت الهتافاتُ والأناشيدُ من داخل السجنِ.، وتحول الموقفُ إلى ثورةٍ حقيقيةٍ. واضطرَّ ديستان أخيراً للرضوخِ ، ووافقت إدارة السجن على السماح للجميعِ بزيارةِ ذويهم. وهكذا زارت أم عمر ابنها نائل غصبا عن ديستان، كما قالت .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى