غربة الدين
زيد الطهراوي | الأردن
انزل إلى الساحة انظر في جوانبها
واجه صنوف الأذى والحقد والفتنِ
///
يا مسلم اصدع بحق وامض في ثقة
واغرس بذور التقى في راحة الفطنِ
///
خض دربك الصعب تسمو في شدائده
ما دام يفضي إلى بحبوحة السكنِ
///
جئ جيئة النسر لا تحزن إذا سقطوا
فوق الركام وراموا جيفة العفنِ
///
ذاقوا سموم العدى تجتال غيرتهم
واستجلبوا الشر للأقوام والمدنِ
///
وخلفوا دينهم فانظر لغربتهم
خوف ويأس ويوم غاص في الحزنِ
///
انظر إلى البحر سيل الغرب كدره
فصار عذبا مزيجُ الجهل والدرنِ
///
وصرت تبصر دين الله مغتربا
وينشر الناس دين الفسق والوثنِ
///
من ذا يعظم شرعا قاد حامله
نحو الرقي و درب الخير والمننِ
///
فيحتسي النصر من رب العباد إذا
خار الجميع وطالت غفوة الوسنِ
///
واستهزؤوا بلباس الدين في ترف
ما ميزوا بين قبح الشكل والحسنِ
///
قالوا الحجاب هو السجن الذي رضخت
له النساء على مر من الزمنِ
///
أما اللحى فاستساغوا حلقها أبدا
وطولها شارة الإحباط والوهنِ
///
مثل الجبال رموا أقوال مرتجل
كالموت للقلب والإعصار للسفنِ
///
فطاعة الله كيف العقل يرفضها
يا ضيعة العقل والآمال والسننِ
///
يا ضيعة الناس إن فازت مطامعهم
وضيعوا الدين والدنيا بلا ثمنِ
///
أما الشريعة فهي اليوم غائبة
ومذهب الكفر يؤوي كل مفتتنِ
///
فدرس دين ولينين ارتقى عربا
ودرس شعر يريق الدمع من شجنِ
///
سيان عند عبيد المال مكرمة
وذلة الفكر والتغريب في الوطنِ
///
من يوقد النار في الغابات مغتبط
أما الدعاة فللآلام والمحنِ
///
إلى الصلاة دعوا لكن دعوتهم
لم يكتشف حسنها رمل المدى الخشنِ
///
أما الجهاد فنسيان بلا أجل
مثل الشعاع مع الأستار لم يبنِ
///
هل المجاهد إرهابي انطلقت
منه الشرور بلا عطف ولا هدنِ
///
أم الجهاد دفاع عن عقيدتنا
ونصرة الدين كي يحيا على غصنِ
///
أما شذوذ الفتى فالحق يمقته
قتل البريء دليل الضعف والجبنِ
///
من يفهم الدين من يهديه خافقه
من ذا يعيد جياد البر للرسنِ