سرُّ بروز ملف، الإرهاب الصهيوني!
توفيق أبو شومر | فلسطين
ما سِرُّ بروز ملف، الإرهاب الصهيوني في الإعلام الإسرائيلي، في بداية عام 2019م، وتوزيعه على إعلام العالم كله ؟
إن الدارس المتتبع للإرهاب الصهيوني لا يعرف من أين يبدأ، هل أبدأ من التوراة من سفر التثنية 16: “وأما مدن هؤلاء الشعوب التي يعطيك الربُّ إلهُك نصيبا، فلا تستبقِ منها نسمة”!!، أم أبدأ من عصابات الإرهاب، شتيرن، الهاغاناه، ليحي، الأراغون، في مجازر، دير ياسين، عيلبون، الطنطورة، أم أبدأ من تفجير فندق، الملك دواد في القدس يوم 22-7-1946م،هذا التفجير هو الأكبر في القرن العشرين كله بتخطيط رئيس الوزراء الأسبق، مناحم بيغن، قتلَ واحدا وتسعين فردا، غير عدد كبير من المصابين والجرحى، احتفل نتنياهو بذكرى مناحم بيغن، وذكرى هذا التفجير 2006!!
هل أسرد اغتيال مندوب السلام الأممي، الأمير السويدى داعية السلام والأمن، الكونت فولك برنادوت، يوم 17-9-1948م لأنه فرض قيودا على الهجرة، واقترح إنشاء دولة فيدرالية، وطالب بمنح الفلسطينيين صحراء النقب، هل أتحدث عن مجازر دير ياسين، وعيلبون، والطنطورة، وصولا إلى قانا، وغزة، وغيرها،؟ أم أقفز إلى حرق المسجد الأقصى عام 1969، أم إلى جريمة قتل تسعة وعشرين مصليا في الحرم الإبراهيمي، عام 1994، أم أستعيد قصة حرق محمد أبو خضير، أم حرق عائلة الدوابشة؟!!
أظهرتْ صحف إسرائيل ملف الإرهاب الصهيوني في بداية هذا العام 2019 لأن هذا الإرهاب انتقل ليطال الإسرائيليين أنفسهم، فقد كشف جهاز المخابرات، الشاباك حقائق جديدة عن هذا الإرهاب، في المعهد الديني، (أور هارتس) في مستوطنة، رحاليم، فقد داهمت الشاباك المعهد الديني، حيث وجدت يافطات، الصليب الهتلري المعكوف، مكتوبا تحتها: “الموت للصهيونية” من قبل طلاب المعهد الديني اليهودي، هذا الإرهاب الديني اليهودي، أصبح يهدد النظرية الصهيونية وبقايا العلمانيين، فهو تنظيم خطير، له أسماء عديدة، منها تنظيم دفع الفاتورة، وتنظيم شبيبة التلال، أو زعران التلال، ممن يحرقون الكنائس، والمساجد، أشجار الزيتون الفلسطينية، يقتلون مواشي الفلسطينيين، يخربون سياراتهم، يرجمونهم بالحجارة حتى الموت، مثلما فعلوا بالفلسطينية، عائشة الرابي!
اعترفت صحف إسرائيل بأن شبيبة التلال تنظيمٌ إرهابيٌ، له أتباع يزيدون على ثلاثمائة، ولهم مستوطنات ومراجع دينية تتمثل في مؤلفي الكتاب العنصري، توراة الملك، ولهم حاخامون يشجعونهم في مستوطنة يتسهار، ومدرسة يعقوب، وحاخام صفد، وكريات أربع، وكثيرون غيرهم، من أتباع الحاخام الراحل، عوفاديا يوسيف، الذي قال: “ندم الرب على خلق ثلاثة أشياء؛ “الكلدانيين، والشر، والإسماعيليين” ولهم مُحرضٌ وقائد من وراء الستار، حاصل على لقب، برفسور من جامعة، بار إيلان، في السبعين من عمره، انقطع لتأسيس التنظيم الإرهابي، هو البرفسور، هيلل واس، أما مُدربهم على الإرهاب، وعلى آليات التخلص من تحقيقات الشرطة، فهو حفيد عميد الإرهابيين في عصرنا الراهن، وعضو الكنيست السابق، مائير كهانا، اسم الحفيد على اسم جده، مائير إتينغر، حارق عائلة الدوابشة، المعتقل مراتٍ عديدة، ثم أُفرج عنه لعدم كفاية الأدلة، أيضا جرى الإفراج عن قاتلي المرأة الفلسطينية، عائشة الرابي، لأنهم قاصرون، في بداية شهر يناير 2019.
يتبارى زعماء إسرائيل (الديموقراطيون) في الاتصال بأهل الإرهابيين اليهود ليؤكدوا لهم، أنهم في الحفظ والصون، ولن يمسهم ضرر، لأنَّ ضحاياهم، حتى الآن، فلسطينيون!! فقد طمأنتْ وزيرة العدل، إيليت شاكيد أهل الإرهابيين الأربعة، وأبلغتْ أسرهم أنها أوصت النائب العام خيرا بهم!! كل تلك الملفات وثَّقها مؤرخون يهود، على رأسهم، آفي شلايم، إيلان بابيه، شلومو صاند، تيدي كاتس، دان ياهف، وغيرهم،
المستقبل في إسرائيل يُشير إلى أن هؤلاء الإرهابيين اليهود سيتحولون إلى رموز وطنية إسرائيلية، مثلما تحول، باروخ غولدشتاين إلى رمز، له تمثال، وكذلك، إيغال عامير، قاتل رابين. وسيتحول الإرهابي اليهودي، الشاب، مائير إيتنغر إلى رمزٍ وطني كبير، مثلما تحول بيغن، وشامير، وغيرهم من زعماء إسرائيل، لأن الدماء الفلسطينية، لا تشبه الدماء اليهودية، بخاصة، إذا كان الواقعون تحت الإرهاب، لا يُحسنون توظيف ملف، الإرهاب اليهودي