أحلام وأوهام العلمانيين والسلفيين.. والخاسر الوطن
سمير حماد | سوريا
الويل لأمة عندما يحكمها فرد، والويل لها أكثر حين يحكمها, حكام كثيرون في الآن ذاته.. كان دون كيشوت يرى نفسه في مرآة مشوّهة, فرأى الحقيقة الوهمية التي خذلته في مواقف كثيرة, دون أن يدري.. كم كانت بطولته جديرة بالشفقة, وما يزال أحفاده يحملون المرآة نفسها.
من صنع المرآة يا تُرى, سرفانتس, أم دون كيشوت؛ بل من يصنع الآخر المؤلف أم البطل المشوّه؟ سابقاً ولاحقاً!
كان أبطال شكسبير, يبحثون عن البطولة والحكمة عبر اللّعنات.. كانوا مجانين بعشقهم وكبريائهم وفسادهم وأحلامهم, على حدّ سواء؛ من ماكبث إلى هاملت, إلى روميو, إلى عُطيل, إلى أنطونيو …….إلخ
نحن مصنوعون من القماش نفسه التي تصنع منه الأحلام والأوهام.. قال شكسبير.. ونسكن عالما شديد الغرابة.. حياتنا أشبه بحلم , ونهايتها كذلك.
من الثوابت التي درجت عليها البشرية, الخروج عن المألوف, والساكن, والتقاليد, والتمسك بحرية الابداع والتجديد, لكن هناك فئتان من الناس؛ فئة قليلة (علمانية) تقول: كم ترك الأول للآخر في الميادين كافة شكلا ومضمونا، وثانية كثيرة أصولية، تقول: ماترك الأول للآخر شيئاً، والحرب سجالٌ بينهما منذ الأزل ألى النهاية، وربما لن تُحسم النتيجة، ورحاها الآن على امتداد بلاد العرب؛ علمانيون وسلفيون.. لقد دفع أبو العلاء وطه حسين رأسيهما ثمناً في هذه المعركة.