نادت عليك القدسُ.. إلى صاحب الهجرة عليه وعلى آله الصلاة والسلام
المتوكل طه | فلسطين
وحيٌ يعودُ ففي السماءِ جناحُ
وعلى البسيطةِ غبطةٌ وسَماحُ
|||
ويكونُ أنْ عادَ الربيعُ لمكَةٍ
أمّا البيوتُ فجنّةٌ ورواحُ
|||
ولِيِثْربَ العصماءَ دُرّةُ تاجها
تعلو، فيشرق في المدى الإصباحُ
|||
هو في السنابلِ تبْرُها وشموخُها
أو للفتوحِ ..فَنُورُها الوضّاحُ
|||
وهو المصاحفُ إنْ ترنّم قاريءٌ
والقوْل موجٌ دافقٌ نضّاحُ
|||
هو واحةٌ للعابرين ببيْدهم
وهو السّحابُ وَبَرْقُهُ القَدّاحُ
|||
وهو القوافلُ إذْ تفيض بخيرها
وعلى الهوادجِ كوكبٌ لوّاحُ
|||
وهو الحقولُ على شمولِ رياحِها
والوردُ من أندائه أقداحُ
|||
وهو السلامُ إلى الأنامِ بأرضِهم
والدارُ سِتْرٌ باذخٌ ووشاحُ
|||
وإذا تبسّم فالجبالُ مباهجٌ
وإذا مشى فالزَّهرُ والتفّاحُ
|||
والرَّكْبُ يحدو خَطْوَهُ في روضةٍ
وعلى الجهاتِ مشاعلٌ ومِلاحُ
|||
وهو الأمانةُ والأمانُ، وأُمّةٌ
تحمي الحياضَ، إذا آسْتَعرَّ نُبَاحُ
|||
بذلَ النفيسَ وما ترجّل ساعةً
وله بكلِّ منارةِ طَمّاحُ
|||
وله سراجٌ جامعٌ لا ينطفي
وله على طولِ الزمانِ ضِباحُ
|||
وعلى الفضاءِ مآذنٌ أو غابةٌ
ونداؤها؛ الموصولُ والصدّاحُ
|||
فاهنأ بعمركَ، مَنْ جعلتَ عُقودَهُ
غيثاً لتهميَ بالشموس بطاحُ
|||
لم تبرح الأرضَ التي نَزَلَتْ بها
آياتُ ربّكَ، والحروفُ صِحاحُ
|||
فحفظتَ للدّين القويم وضوحَه
إنْ أعجَمتْ في القائلين سجاحُ
|||
والناسُ خلفكَ مؤمنٌ وموحِّدٌ
وَهُمُ النجومُ على الأُلى إنْ لاحوا
|||
والبدرُ وجهُك ساطعٌ أو أبيضٌ
أو بالبشارةِ مُشْرقٌ فوّاحُ
|||
يا سيّد الكونين، وانْظُرْ أرضَنا
فالقدسُ جُرحٌ ، والهلالُ مُباحُ
|||
نادتْ عليكَ..وأنتَ مَنْ أسرى إلى
أرضِ الشهادةِ، والبلادُ كفاحُ
|||
قد هدّموا المحرابَ في عليائه
وتغوّلت في ليلنا الأشباحُ
|||
وتحرّق الزيتونُ وانقطع الرّجا
وترنَّقت بين الجراحِ جراحُ
|||
واغْتَمَّ قلبُ الدارِ وانهدم الحِمى
واسوَدَّ مِن ذَبْح اليمامِ صباحُ
|||
والعاشقون توسّدوا عِطْرَ الثرى
وانفضَّ مَنْ غَزلوا النجوم وباحوا
|||
وتفرّقوا عنّا وخلّوا دوننا
والناسُ عنكَ تبدّلوا وأشاحوا
|||
لكننّا في حمأةِ النار التي آتَّقَدتْ
سنبقى، والرباطُ سلاحُ
|||
ولسوفَ ننتظر الصلاةَ بوقتها
أنتَ الإمامُ وما تقولُ فَلاحُ
|||
فآنْشُرْ عباءتَكَ الكريمةَ سيّدي
لتضمَّ مَنْ نادوا عليكَ وراحوا