كَأَنّا ابْتِداءُ الْحَياةِ وَنَزْفُ النَّشيدِ

خالد شوملي | فلسطين
الْكَلامُ الَّذي لا يَنامُ
يُسَمّى قَصيدَتَنا
وَالْكلامُ الّذي لا يُقالُ وَلا يَنْتَهي بُعْدُهُ
قَدْ يَكونُ قَصيدَتَنا
وَالْكلامُ الْكَثيرُ الْكلامِ إذا فاضَ عَنْ حَدِّهِ صارَ لِلْحُبِّ مَنْفى
كَأَنّا عَلى شَفَةِ الْمَوْتِ نَرْضَعُ أَحْلامَنا
وَالْكلامُ الْأَخيرُ الَّذي لا يَنامُ
يُسَمّى قَصيدَتَنا
نَبْضُ قَلْبِكِ يَعْلو
فَتَعْلو الْقَصيدَةُ فِيَّ
وَتَأْخُذُ أَبْعادَها
أَنْتِ مِنْ شَرْقِها … قَلَقٌ
أَنْتِ مِنْ غَرْبِها … غَرَقٌ
نَبْضُ قَلْبِكِ يَعْلو وَيْعْلو
لِتُزْهِرَ فيكِ الْقَصيدَةُ وَالْبُرْتُقالَةُ في أَوْجِها وَتَمَوُّجِها
لِلْقَصيدَةِ مَدٌّ وَجَزْرٌ
وَأَنْتِ امْتِدادُ الْمَدى وَالْقَصيدَةُ تَصْعَدُ راجِفَةً
وَالْجِبالُ نُهودُ
تَحِنُّ إلى نَبْعِها
ضَمَّةٌ وَارْتِفاعُ الْكَلامِ إِلى الشِّعْرِ
رَقْصَةُ نورِيَّةٍ قُرْبَ بابِ الْكَنيسَةِ
سَبْعُ سَماواتِ حُبٍّ ثَرى الْعاشِقينَ
سَبْعُ سَماواتِ عِشْقٍ رُؤى الْحالِمينَ
وَلا بَعْدَ هذي السَّماءِ سَماءُ
تَفيضُ ظِلالُكِ عِطْرًا
وَأُولَدُ مِنْ نَبْضِ قَلْبِكِ شِعْرًا
وَمِنْ دَمْعِ عَيْنَيْكِ أَنْسابُ نَهْرًا
وَتَغْمُرُ روحي بَساتينُ خَدَّيْكِ زَهْرًا
وَلا بَعْدَ هذا الْفَضاءِ فَضاءُ
تَفيقُ الْقَصيدَةُ
يُسْرِعُ نَبْضُكِ
تَعْلو الْقَصيدَةُ
تَعْلو وَتَعْلو إِلى حَتْفِها وَالْجِبالُ سُجودُ
سَنَعْبُرُ سَبْعَ حُروبٍ مَعَ الْكَلِماتِ
إِلى أَنْ تُصالِحَنا وَنُصالِحَها وَتَصيرَ قَصائِدْ
سَنَعْبُرُ سَبْعَ سَماواتِ حُبٍّ مُعَلَّقَةٍ
لا ضِفافَ لِأَنْهارِها
لَمْ يَصِلْ أَحَدٌ كَيْ يُطَمْئِنَنا
لَمْ يُبَلْسِمْ مَخاوِفَ سُنْبُلَةِ الشَّوْقِ عائِدْ
مُعَلَّقَةٌ في حِبالِ السُّكونِ
كَأَنَّ هُنا لا قَصائِدَ تُلْقى
هُنا كُلُّ شَيْءٍ قَصائِدُ مُنْصِتَةٌ
لا الصَّدى لا الْكَلامُ لَهُ واجِبٌ في حُضورِ السُّكونِ
أَنامُ عَلى نَبضِ قَلْبِكِ حَتّى أَكونَ قَصيدَةَ حُبٍّ
مُعَلَّقَةً في السُّكونِ
أَكونُ كَما أَشْتَهي وَأَكونُ قَصيدَةَ حُبٍّ
مُعَلَّقَةً في عُيونِ الْجُنونِ
وَعَيْنايَ مُغْلَقَتانِ أَرى ما أُريدُ وَما يَسْتَحِقُّ
أَدُقُّ أَدُقُّ عَلى بابِ قَلْبِكِ كَيْ تَفْتَحيهِ وَأَدْخُلَ في الْأَبَدِيَّةِ وَالْأَبْجَدِييَّةِ قَبْلَ انْتِشاء الْوَريدِ
أَنا الْآنَ نَفْسي وَلَيْسَ سِواي
أَنا الْآنَ أَنْتِ وَأَنْتِ مَداي
كَأَنّا سِوانا
كَأَنّا كِلانا
كَأَنّا ابْتِداءُ الْحَياةِ وَنَزْفُ النَّشيدِ
وَهذا الْفَضاءُ فَضائي
وَلا بَعْدَ هذا الْفَضاءِ فَضاءُ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى