الصعود إلى الهاوية
سمير حماد | سوريا
بسرعة منقطعة النظير نصعد الهاوية، بعد أن تأبّط كلٌّ منا حصّته من الوليمة التي تفوح منها رائحة الشّواء البشري…بعد أن يئسنا من النجاة, ومن مقولة ( انجُ سعد, فقد هلك سعيد).
تحالف الفقر والجهل، التّوءمان المدجّجان بالعداوة للحياة, وبالتخلّف والشقاء، حيث كلّ منا, تبادل التخوين والتجريم مع الآخر والذي وصل حدّ الانتقام، دون أن يقدر أحد على تبرئة نفسه, ولا هو قادر على حمايتها, مما يحاصره ويهدده, في الآن ذاته.
النقد الذاتي حُرمنا من نعمته, فتحولت أخطاؤنا التي كان من الممكن تداركها, إلى خطايا, تهدد حياتنا وحياة أبنائنا, وأحفادنا، لكراهيتنا الشديدة لمواجهة الحقيقة, والاعتراف بالآثام المرتكبة… هذه الحقيقة التي تستحقّ أن يدافع عنها كل ذي ضمير.
العرب الآن لايشكون من المستعمر بل من أنفسهم, فالقاتل والقتيل منهم، والظالم والمظلوم منهم، لانبرّئ أحداً مما يجري على أرضنا, والفرار والانكفاء داخل شرنقة الذات لن يجدي نفعاً, ولن تغني الجحور عن الحرية, ولن يكون درع السلحفاة اأكثر من قبر لها تحمله فوق ظهرها وترحل إلى غير عودة.