محمد مرشد العجلوني، ٢٦ عاماً عاشق الأقصى الجميل – حي الشيخ جراح – القدس – فلسطين
د. إيهاب بسيسو | فلسطين
تمهلوا قليلاً وأنتم تنظرون إلى صور الشاب محمد العجلوني وسط اعتداء جنود الاحتلال عليه في حي الشيخ جراح في القدس وتأملوا طويلاً ذلك الوجه الذي يختصر كل أشكال المعاناة والقهر اليومي في القدس العاصمة.. لا تكمن أهمية الحكاية في أن محمد العجلوني مصاب بمتلازمة داون فحسب بل في حجم الترويع المتواصل الذي يختطف الإحساس بالطمانينة في اليوميات المقدسية الفلسطينينة.
محمد الصوت النبيل والصورة الصادقة والدرس اليومي المتجدد الذي تصنعه القدس في يصرخ بكل ما في الروح من معاناة وقهر أمام فولاذ الاحتلال.
إنها الحكاية المتجددة عن الاضطهاد والعنصرية الفاشية التي لا ترى حقوق الفلسطينيين فوق أرضهم بل تمعن في التنكيل والاضطهاد بكل مفردات الحياة الفلسطينينة.
محمد العجلوني ليس مجرد ضحية جديدة لأساليب القمع والترهيب الاسرائيلي بل هو الاسم المرادف لصورتنا اليومية وحياتنا التي تقف وحيدة في مهب الاحتلال غير أنها الثابتة في الروح والقناعة والمصير.
لا أعرف محمد العجلوني شخصياً لكنني أقبِّل جبينه العالي بتقدير وأنا أراه عبر الصور شامخاً رغم كل خوف وقلق وعنيداً كما يليق بصاحب الحق وصادقاً كالقدس التي لا تعرف معنى للهزيمة.