رسائل أخطات عناوينها.. نوستالجيا
حياة الرايس | كاتبة وروائية تونسية
هبوب نسائم هذه العشيّة الشتوية ذكّرتني بنسائم تلك الأمسيات التي قضيناها معا على سطح تلك السفينة الراسية أبدا، المسمّرة بضفة نهر السين و التي جعل صاحبها طابقها الأرضي مطعما وسطحها مقهى مقابلا لكنيسة ـ نوتر دام ـ محاذيا للسور الحجري بحي “سان ميشال ” بباريس.. أنت تعرف أنني أحبّ ارتشاف القهوة معك على سطح هذه السفينة تجذبني خضرة كراسيها المشبّكة، التي بلون العشب أرخي عليها جسدي فكأنما أفترش الأعشاب.. أسند لها ظهري و أقبّل وجهي نحو الكاتدرائية المنتصبة امامنا كغابة من الحجارة الداكنة القريبة من لون السحب الشتوية تبعث على الرهبة و العظمه في نفس الوقت.. عيناي تتابعان مياه ـ السين ـ الكسلى التي تتهادى أمامنا … تتعلّق عيناي بها علّها تقربني من مياه ـ المتوسط…. كنت قد إشتقت الى تونس…
” أنثى الريح “