أحمل تراب ذكرياتي
محمد الدرقاوي | المغرب
بيت
طريق
وكُتاب
وشمس تتحرش بالقباب
تداعب الاسوار
والظلال
والأطياب
……….
البيت من عراقة التاريخ
يتربي فيه الانسان إنسان ..
القلب من هدى الأنبياء
والعقل بالحداثة انسياب
……….
الطريق،نسائم الطفولة
تغدو فيه وتروح
لاهية أو راكضة
بين رياضات الأعيان
ودور الأشراف
وزوايا الأولياء
بالنهار كُتَّاب للصبيان
وملتقى الذاكرين
بين العشائين
درازات الحرف والمهن
بالاتقان تضوع
………..
بين الكُّتاب والبيت
تتصارع النسمات ..
أيها تسبق الأنفاس
تتصيد رغبات الصدر
أريجا بانتشاء
و قد تمتزج فيها النكهات
والألوان
بالكلمات والصور ..
………
رائحة الصلصال
عند محو الألواح
وغلية البصل
بلحم الضأن
ومياسم الزعفران
او دجاج بلدي
مكتف الرجلين
او فول يابس
عطرته زيت الزيتون
وقزبرة خضراء
مدقوقة بملح وثوم
……….
عطورات الشاي المنعنع
ممزوجة
بهبات الخليع المعتق
أو غليان القهوة
منسمة بالقرفة
في أباريق من نحاس
…..
ذاك من تسجيلات الطفولة
لا خوف من طريق
ولا خيانة من صديق
ولا نكران من أخ
ماعاد
بقيم ماضيه لصيق
كنا فرحا
كنا حرصا
كنا أخلاقا
صيرها الجهل وبناة الكهوف
رعبا وترهيبا
بالسكاكين والسيوف
تشرمل الرؤوس
………….
اليوم
أحمل تراب ذكرياتي
يفتته دمي قبل عيوني
أهتز من لجج الاحتضار
حالة فاس تنتزع مني
الروح
عنوة طردتني
لا أحمل منها
الا ترابا من عبق ماضيها
أنَّى مِت ُّ
كان لي رحمة
بقايا من طهر
على رفاتي يرتل
آيات ليلة القدر…