للشهيد عائلة

خالد جمعة | فلسطين

يفرمُها مذيعُ النشرة الحياديّ الصوت

والأخطاءُ الكثيرةُ حول بياناته القليلة

لم يكن في العشرين، تقول أمُّه بصوت نَهْنَهَتْهُ الفاجعة

كان أطول مما يبدو في الصورةِ، تردد أخته، فيما الصورة بين أصابعها

أبوه الصامتُ يدخّنُ بقايا العلبة التي تركها الولدُ

كان يعرفُ أنه يدخّنُ، ويعرفُ أنّه على علاقةٍ بابنة بائع التحف

سعيداً كان، لأن ابنه على بوابة الرجولة يدرُجُ

والآن، يخسرُ قلبه نبضتين

“ابني في الثلاجة، والصبحُ والليلُ وأقماره في الثلاجة معه”

ليتني خبأتُ حذاءه الوحيد

أو أغلقتُ البابَ بحجّةِ الليل

من الآن، سأشربُ الشاي كما كان يحبُّه

ملعقة سكر واحدة، وكثير من الميرمية

وكأس شفاف بمقبضٍ من خزف

من الآن، سأكوّمُ الانتظارَ إلى أن يعودَ

لأتأكدَ أن القميص الذي اشتريته له

مناسب

أو، أنه كبُر في غيابه

دون أن أدري

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى