مَتى سَيَنْهَضُ مِنْ أَنْقاضِنا الْبَطَلُ (13)

عبد الصمد الصغير. تطوان/المغرب

يَبْكي  الْخَليلُ وَ قَدْ  أَضْناهُ  مَدُّ  يَدٍ
بِالْكادِ   يَعْرِفُ قُدْساً.. رَأْسُهُ  سَفٍلُ

حَرَمْتَنا  مِنْ رِضاءِ  رَبِّنا  .. وَ  هُدىً
سَحَبْتَهُ مِنْ  ضَميرٍ بِكُلِّ  ما يَثْتَقِلُ

وَ  لَنْ   نَرى  قَدَماً    لَنا…. لِتَحْمِلَنا
عَلى  صرِاطٍ  . وَ سَطْرٍ  خَطَّهُ  الْأَزَلُ

وَ  لَنْ  نَكُونَ سِوى  جَرَّةً   بِلا  قَلَمٍ
وَ لَنْ  نَصيرَ  سِوى غابَةً بِها  الْوَعَلُ

وَ   إِنْ   يَكُنْ  خافِياً.. فَاللَّهُ    يُظْهِرُهُ
وَ  إِنْ   يَكُنْ    بادِياً…وَفاءَهُ   تَفْتَعِلُ

لَقَدَ   بَدا.. عِنْدِ   كُلِّ   الرّاقِصينَ  لَهُ
أَثْداءَ   حَلْبٍ  وَ   مَنْجَماً   بِهِ  الْحُلَلُ

أَيْقَنْتُ في اللهِ أَسْماءَ الصِّفاتِ كَما
نَفَضْتُ عَنْ  كاهِلِي وَجْداً  لَهُ  بَذَلوا

أُعْطي  لِحَرْفي  ضَميرَهُ وَ إِنْ  وَقفُوا
لَهُ وَ  إِنْ  مَسَّهُمْ  مَكْرٌ  و إِنْ  خَذَلُوا

وَلَمْ  أَكَدْ  أَذْكُرُ  الْعَهْدَ الَّذي حَفِظُوا
حَتّى أَتَى يَمْضَغُ الْحَرْفَ الذي فَتَلُوا

وَلَمْ  أَزَلْ أَرْقُبُ الْوَقْتَ الَّذِي نَهَبُوا
وَلَمْ أَزَلْ أَلْعَنُ الْحُبَّ   الَّذِي بَخِلُوا

لَوْ    أَنَّ… أَفْئِدَةَ    الْأَفْكارِ    نابِضَةٌ
أَبْقَتْ عَلى قَدْرِنا  يَعْلُو   وَ  لا  يَزِلُ

وَضَعْتَ في النّاسِ ذَوْقاً ما لَهُ  خُلُقٌ
سَعْياً    لِمَفْسَدَةٍ     تَدْعو فَتَعْتَقِلُ

اِغْتَرَّنا     راحِلٌ   …يَفْنى    بِلا   أَثَرٍ
وَ اسْتَوْلَنا ساحِرٌ  في يُمْنِهِ  الشِّمَلُ

فَاسْتاءَنا   زَمَنٌ  إِذْ   ساءَ   مُسْرِفُهُ
وَ  انْتابَني شاعِرٌ   مُسْتَأْسِدٌ   نَصِلُ

وَ   اخْتارَنِي  قَدَرٌ    جَرى    لِأُنْشِدَنا
مَدْحاً هِجاءً وَ  أَنْفاساً  هِيَ  الطِّوَلُ

عَلِّمْ  ضَميرَكَ أَنَّ النَّفْسَ حينَ طَغَتْ
أَعْمَتْ  سَنا  وَ تَجَلَّتْ فيكَ  تَمْتَثِلُ

طَوِّعْ   لِسانَكَ  وَ  اشْحَذْ  كُلَّ دافِقَةٍ
وَ ارْكَبْ  بُحُوراً بِها  نَشْدو  وَ نَسْتَجِلُ

أَتَجْعَلُ  الْقِرْدَ   فيلاً   طائِراً   لِعُلاً ؟!
آلاؤُهُ    مِنْ   قِناعٍ   .. فيهِ    تَحْتَوِلُ

صَبَّ   الْفُؤادُ  بِشَوْقٍ  لا  حُدودَ   لَهُ
وَ ضاقَ  صَدْري هَوىً  يَبْدو فَيَأْتَفِلُ

رَمى   لِقَلْبي  بِأَشْواقي   وَ  ظُلْمِهِمُ
لَمَّا    تَفَرَّقَ    فيهِ    الْخِلُّ وَ النَّجِلُ

أَما   وَقَدْ  عادَ لي صَوْتٌ كَما   كَبِدٌ
يَنْشَقُّ   مِنْهُ  مَصيرُ   الْوِلْدِ يَسْتَئِلُ

أَنا  وَ مَن  حَمَلَتْ أُمِّي  عَلى   وَهَنٍ
إِذا  دَهانا  الرَّدى  نُبْلي   وَ   نَحْتَمِلُ

قُلْ لي مَتى  يَهْدَأُ الزَّمانُ   مِنْ  قَلَقٍ
لِنَعْرِفَ ذاكَ   الَّذي    فيهِ   يَعْتَطِلُ

قُلْ لي لِما  أَنْتَ مِنْ هُنا  تُرى  عَلِماً
وَ   مِنْ    هُناكَ   ذَلولاً   تابِعاً   هَلِلُ

سَأُخْبِرُ الشِّعْرَ عَنْ هَذي الْفِعالِ عَلى
أَرْضٍ   بِما  حَمَلَتْ وَ  كُلِّ  ما  يَخِلُ

وَ   أَذْكُرُ   اللهَ… أََشْعاراً    بِقافِيَةٍ
وَأَعْصْرُ الْحَرْفَ شَهْداً طَعْمُهُ الْعَسَلُ
                                يتبع …….

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى