خارج عن الطاعة

أحلام عثمان | شاعرة سورية تقيم في كندا

(نحن لانحبّ الشّعر لأنّه شِعر ،

بل لأنه خارج عن الطّاعة )

 

نكتب الشعر من غرف النوم

من الشوارع والحانات من مواعيدنا الفاشلة

من العشّاق والأزواج والعابرين

نكتب الشّعر من صغارنا

ونزيّن القصائد البكّاءة بضحكاتهم

نكتبه من وجوه الجدّات من أياديهنّ العتيقة

نكتبه من صور الضوء مبللّةً بفضّة الماء

نكتبه على أجساد النساء ونلسع المجاز بنحل الرّغبة

نرسمه أصابعاً سخيّةً على أكتاف الرجال

– نحن الخطّاءات-

نُلقيه على المنابر ، آياتٍ تزرِفُ دم السماء.

نكتب الشّعر بعيداً ،

من المنافي ، من الفقد

من الأوطان تحت وابل الفقر والصرخات

من العدم ، نُخلق .

***

 

قلبي على قلبكِ ، شاعران ماجنان

لا لغة لهما

لاصوت لهما

لايعرفان الكتابة ولا القراءة

أقذف إليه حجراً أملساً ، ويعيده لقلبي فجّاً خشناً

هذه لغتنا ،

قبل اللغة قبل الكتابة

رسائل صامتة وتوجع حبّاً.

***

 

نمْ على يدي ،

نمْ كطفلٍ في الفِطام ينوح.

نمْ كما رغبة الموج بدمي ..

وادنو ،

ادنُ قليلاً قليلا ،

حيث النبع يجنّ

اشرب حلمي حتى أجفّ وأصدّق أنّاي ..

***

 

لم يكن لقاؤنا عابراً …

تقول القُبل على عُنقي :

كان طائشاً قبل أن يوزّعنا هنا .

شرب زجاجة نبيذ

وعلبة سجائره أفرغ دخانها في رأسه ،

أفكاراً شرهة .

لم يكن لقاؤنا عابراً …

تنطق المعابد على أرض جسده :

التّوبة يا ماء.

****

 

انزعيني عنكِ

ألبسيني هيكلاً آخر غير عظامك

غيّري اسمي

غيّري هوّيتي

غيّري لغتي

واطلقيني في العراء

جرواً شرساً

يتبع رائحتك ِ الطويلة

تعيديني داخلها ،

ومرّة أخرى تنجبيني.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى