العشق لعبة طفولية
حميد عقبي | اليمن – باريس
تراودني صورة حوت يفتح فاه
أرى الصورة واضحة رغم أن المطر يعبث بكل شيء
بعد مغادرة الربيع ظلت الشمس كسولة
البرودة تسرق رغبة العناقات على الأرصفة
تضطر النادلات في الحانات تغطية صدورهن الأنيقة
قلت لها:- تعالي إلى حلم واحد نتقاسمه
لي الثلث ولك الباقي
أو خذي ثلاثة أرباعه
الظلمة تكبر
تتضخم أكبر من حجم الحوت
نجوم البحر جميلة لكنها شرسة
الطحالب تعاني من اختناقات مرعبة
ماتزال السماء ترسل الحريق
مد وجزر في داخلي
عندما كنت طفلا تخيلت كل هذه الحروب
لكن أحدا لم يصدقني
أخبرني ملاكا صغيرا أن العشق لعبة طفولية
نمارسها عندما تكبر
يبدو أنه نسي الكثير من التفاصيل المهمة
أو تعمد أن يغريني باللعبة
لم أكن أسال كثيرا عن الموت
ظننت أنه يأتي من السماء كملاك رحيم
يأخذ المرضى والعجزة إلى السماء
يترك الأطفال يكبرون
والعشاق يلعبون لعبتهم ولا يؤذون غيرهم
تعالي لنلعب فقد كبرنا بما فيه الكفاية
افترقنا وتألمنا بما فيه الكفاية
لتكن قصتنا قصيرة لألف ليلة وليلة
الحب الأبدي يتحول إلى تراجيديا
كثيرا ما يسرق الموت دور البطولة
كثيرا ما يسرق الألم والرعب التفاصيل المهمة.