مثل أنكيدو

لوحة ونصّ: لبنى ياسين | سورية


يعتريكَ الغيابُ حينَ تهيمُ بها
وتعتنقُ عينيهَا خطيئةً مقدسة
تفوحُ رائحةُ العشقِ من ثنايا جلدك
عندما تلامِسكَ شفاهُ الحب
ويختبئُ ضبابُ الغابات
في أخاديدِ المدنِ الحافية
ويتلاشى عصيانُك
غبارَ دهشةٍ صمَّاء
تحتَ أكمامِ السماء

هكذا تموتُ الأساطيرُ كلَّ مرة
دونَ أنْ تتركَ بقعةَ دمٍ واحدة
تقتفي عِبرَ أروقتِها أثر القتيل
لتبقى آثارُ أقدامِ القاتل
معلقةً قنديلَ خوفٍ
على شفاهِ أسئلةٍ عقيمة
محفورةٍ بإزميلِ السكون
لئلا تعتنقَ جواباً فاضحاً
وحدها الحقيقةُ كسيحةٌ
مكبلةٌ بألسنةِ اللهب
مسجونةٌ بين ممراتِ مدى
لا يفصحُ عن أوجاعه
عليكَ أنْ تركضَ حتى نهاية المطاف
لِكي تلقَاهَا هُنَاك
في اللحظةِ التي تدركُ فيها
أنَّ قاربكَ مثقوبٌ
وأنكَ على وَشكِ الغرقِ
قابَ شهقَتَينِ من الموتِ

لا جدوى إذنْ
سواءٌ كانتْ هناكَ أو لم تكنْ
فإنكَ لم تعدْ هناكَ
ولم تعدْ هنا أيضاً نص ولوحة: لبنى ياسين

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى