الأناسيكلوسيسية و الديماغوجيا الإسلاماوية

الكاتب صهيب المزريقي | تونس 

 

لعل أصل النظرية يرجع إلى المؤرخ والسياسي اليوناني القديم بوليبيوس. وقد استخدمها وطورها افلاطون وبعده ارسطوطاليس في كتبهم.
النظرية تبين بأن الحركة الدورانية بدأت مع تطور الإنسان في المرحلة البدائية التي كان يعيش فيها الإنسان في القبيلة. وكل قبيلة تلجئ إلى اختيار ملكاً لها يكون هو الأكثر حكمة. ولكن بعد ذلك يورث الحكم الملكي إلى الأبناء الذين سوف يستغلون سلطتهم ويصبحون مستبدين ويتحول نظام الحكم من الملكية إلى الطغيان.
وهي نظرية في علم الاجتماع والسياسة تدعي بأن تطور النظم السياسية لها حركة دورانية. وتستند النظرية على أن هنالك ثلاثة تصنيفات مبنية على نظم الحكم الدستوري في اليونان القديم وهي: الحكم من قبل شخص، الحكم من قبل قلة، والحكم من قبل عدد كثير.
و مع تطور البشر و النظريات و الأطروحات الإنسانية ثار الإنسان على مرحلة الطغيان الفردي ذو العقلية الهوبزية و طرح التنين المستأثر و إله الحق و الحقوق إلى مرحلة الأرستقراطية و عصبة الأقلية ، حكم العائلة أو المجموعة المالكة لوسائل الإنتاج و الفكر و من ثمة سيتم توريث الحكم الى الخلف الأرستقراطي فلم يرتضي الإنسان هذا الحكم و النمط و الطريقة حتى وقع مجددا في فخ الأوليغارشية التي لا تختلف عن الأرستقراطية إلا في الفساد و الإفساد و الإستبداد.
حتى يستخلص الإنسان وجوب توسيع دائرة الحكم لأكثر من البشر فيعود لتراثه حيث يجب الديمقراطية كحكم للشعب نفسه بنفسه عن طريق تولية من يختار و يمتلك هامش الحرية و الخلق و الإبداع، و يكسب إنسانيته السياسية أولا و إنسانيته المطلقة ثانيا و لكن ما بعد الثورات العربية و ما أفرزته من حكم ديماغوجيون نصبوا أنفسهم ناطقين بإسم الرب و مصطفيه حيث يقولون للناس كل ما يريدون أن يسمعون بدلاً من قول الحقيقة أو المعقول و بحل صراع الفوضى الخلاقة بين الديماغوجيون المالكين للحقيقة و بين المنطق و النسبي و الإنسانية.
فيسعى ديماغوجيو الإسلام للهرطقة و التكفير و إستباحة الدم كما حصل مع الحلاج و الفارابي و بن رشد و المعري و الغزالي و المتنبي و هشام حعيط و نجيب محفوظ و طه حسين في الشعر الجاهلي و غيره من المفكرين على يد أناس ظنو أن الرب لم يهدي سواهم في الكون أو أنهم سكرتاريي الرب في الأرض فتتحول الديمقراطية من أساس التعبير إلى الحر إلى الديماغوجيا الدينية و حكم الثيوقراطية و عودة الحكم الفردي لخليفة الإله و ظله في الأرض كولي أمر له السمع و الطاعة و الهرطقة و القتل لمخالفيه وفق أحاديث متزمنة و متظرفة هذا إن ثبتت و خلت من شوائب السياسة و الوضع و البلاطية التزلفية و المذهبية القاتمة ذات المنطق القبلي و الديني.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى