رسالة إلى روح ” البردوني ” رحمه الله

صالح عبده إسماعيل الآنسي | اليمن

ماذا عسى قد يُمطِرُ الشعراءُ

مِن بعدِ رَيِّكَ؟: رغوةٌ، وغثاءُ

جادت بكَ الأزمانُ حينَ جَدَابها

أَجرَاكَ غيثٌ وَابِلٌ، ورِوَاءُ

فأتيتَ فذاً، لا يُضاهَى مِثلهُ

عَقِمَت بمثلِكَ أن يَلِدنَ نِسَاءُ

يا مَن أعدتَ إلى القريضِ جَمَالهُ

فزهَا عليكَ مِن البَهَاءِ كِسَاءُ

ونفحتهُ برؤاكَ مِسكَاً عابقاً

فتضوَّعَت بحروفِكَ الأرجاءُ

يا مُبصِرَ الأدباءِ: وحدَكَ أنتَ مَن

سَكَنَ الضِّيَا عينيكَ، لا الظلماءُ

أَبصرتَ ما لم يُبصِروا، قد كنتَ مَن

نظرَ الوجودَ، وهم سِواكَ عماءُ

ماذا؟ أتسألُ: مِن أَكونُ؟، أنا  أبي

مَن تيَّمتهُ حروفُكَ الشمَّاءُ

ما كنتَ صُعلوكَ الحروفِ، بِل الذي

بلُهاثِهِ قد أُفحِمَ الشعراءُ

أغنى وأثرى بالجمالِ، وبالرُؤى

لدَوِيِّ حرفِكَ تسمعُ الصَّمَاءُ

ورحلتَ تُبكيكَ القوافي لوعةً

يشتاقُكَ التجديدُ، والإضفاءُ

سفرٌ إلى أيامِكَ الخُضرِ التي

في أرضِ بلقيسٍ لها أنداءُ

بمدينةِ الآتي التي استوحيتها

للصبحِ فيها موعِدٌ، ولِقاءُ

صنعاءُ…ما عادت كما وَدَّعتها

عَصَفت بها مِن بعدِكَ الأنواءُ

زمنٌ بلا نوعيةٍ صارت بهِ

نزلت بها في عصرهِ الدهماءُ

لا كائناتُ الشوقِ قد عادت لها

كلا، ولا أيامُها الخضراءُ

برُوَاغِهَا…تِلكَ المصابيحُ انطفت

في وهجهِا – بينَ الدُّنا- صنعاءُ

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى