شيرين أيتها الشهيدة الشاهد
بقلم: عدنان الصباح
حين انتهت حياة عباس ابن فرناس بعد تجربة الطيران انقسم العالم الى قسمين فالأغبياء انشغلوا في تسمية موته وفيما اذا كان انتحارا ومن يموت انتحارا فهو كافر بينما انشغل الآخرون في تفسير ما قام به وفي نظريات الفرق بين الحفرة وتلة ترابها… الفئة الاولى يا شيرين ظلوا على مناكفاتهم ولا زالوا بينما الفئة الأخرى ايتها العزيزة اجتاحوا الفضاء.
حين اغتالك الطغاة انقسمنا فالغالبية العظمى الطيبة منا رات فيك رمحا فلسطينيا لم ينكسر والعارفون رأوا انك كنت صوتا للحقيقية والعاشقون رأوا انك كنت أجمل النساء وهناك من افتقد صوتك والبعض افتقد صورتك لكن الجميع رأوا بطواف روحك في كل بلد اثناء سفرك من جنين الى القدس عاصمتنا ختاما والغاء لما كنت تختمين به قولك على شاشة الجزيرة … شيرين ابو عاقلة … رام الله المحتلة تلك المدينة التي اينعت بالتحرير وانت تدخلين بواباتها … شيرين ابو عاقلة … القدس المحتلة تلك النرجسة المقدسة التي تحررت على وقع روحك, أما جنين فلقد كانت وهي تودعك اجمل المدن واكثرها حرية ووحدة وصفاء … على وقع روحك وقفت جنين دون امر ودون قرار على قدم واحدة ونكس التجار ابواب محلاتهم بحب ونكست الصبايا غرات شعرهن بحب ولم ينكس الشباب احلامهم بل نشروها على حيطان المخيم.
شيرين أيتها الشهيدة ففي كل الاديان والمعتقدات هناك شهيد ففي اليهودية يطلقون اسم الشهيد على كل من مات في سبيل ديانته وفي المسيحية فالمضطهدين شهداء وبعض الشهداء قديسين أما في الاسلام فان من يقتل في الحرب أو من قبل البغاة أو قطاع الطرق فهو شهيد وانت كنت سيدة من واجه البغاة وقطاع الطرق والمحتلون كذلك وفي كل الديانات القديمة والمعتقدات حديثها وقديمها وحسب المصادر المختلفة فان لفظ الشهيد استعملت من قبل الجميع بلا استثناء ومنهم البهائيين والسيخ والهندوس وهي لفظ استخدمت لتعريف كل من مات مظلوما ومقاتلا في وجه الظلم ومدافعا عن الحق الذي يعتقد وانت كنت مدافعة عن الحق الذي تعتقدين ونعتقد به معك فمن اذن اولى منك بوسام الشهيد ولقد كنت كذلك هناك شهيد وشاهد.
شيرين أيتها الشهيدة
غادري الى السماء دون ان تلتفتي خلفك تماما كما فعل عباس ابن فرناس الذي اوقد للمبصرين شعلة في الظلام فصعدوا على هدي دربه وتركوا الاغبياء ينشغلون بغبائهم وها انت يا صاحبة قنديل ديوجين تصيرين قنديلنا فماذا نحن فاعلون … هل نصارع ذواتنا في البحث عن احقيتك بلقب الشهيد ونترك الطغاة والبغاة والظالمين ام نحملك قنديلنا ونسعى على هدي صوتك الذي ادمناه سعيا وراء نور الحق والحقيقة
سلاما لك … سلاما عليك
أيتها الشاهدة الشهيدة
يا قنديلنا نحو الحق والحقيقة