َنظِّفْ بارودَتَك فليس أمامك إلا موتَكَ منتصبًا 

أسامة الخولي | مصر

جئتكَ بكتابي

ممهورًا بصياحِ امرأةٍ

ترقدُ بين عناقيدِ قنابلهمْ

أعرِفُها

رغم مساحيقِ النابلمِ

و مساحاتِ الموتى

ودراما الفتحِ العبثيْ

وأنا لستُ نبيْ

لستُ مراسلَ تلفازٍ

يبحثُ عنْ سبْقٍ صحفيْ

أو جنديًّا

مزهوًّا بالنَّجْماتِ على كتفيهِ

محتشدًا بالفرحِ الرسميْ

أنا لستُ نبيْ

كي تشهدَ صدقي

ولذا

سقتُ عليكَ الموتَ

تقاريرَ المذياعِ

ضفائرَ فاطمةَ

ودماءْ حسينْ

فاقرأ آخر ما وصَّى المنتفعونَ بالصمتِ العربيْ

واصرخْ ملءَ دمائِكَ

َملءَ دموعِك 

ِملءَ شقوقِ الأرض 

ِوملءَ فجاجِ الصحراءِ المنسية

كانت يوما عربيه

يا متصِفًا بالصمتِ

 ويا ولدًا منسيًّا في جنباتِ الحلمْ

آهٍ لو يدري المنبطحونَ بأنَّكَ باقٍ

مثل الأرضِ

ومثلَ الشمسِ

ومثلَ الحزنِ الشيعيِّ الأبديْ

َنظّفْ بارودتَك 

ونفِّضْ عنها كسلَ المنبطحين 

ِو أعذارَ المؤتمرات 

ِوتكشيرةَ رجلِ الأمن

ِوتسريحةَ شَعْرِ الساسة 

ِأروقةَ الأممِ المتحدة 

ِراياتِ الأممِ المنفكة 

ِأولادَ القحبة

َنظِّفْ بارودَتَك 

فليس أمامك إلا موتَكَ منتصبًا 

كإله

لن يذكرَكَ التاريخُ

 ِإذا أنتَ خلعتَ لباسَ الحرب 

ْلن تذكرَكَ النسوةُ كلَّ مساء 

ْحين تقصُّ على الأطفالِ كراماتِ الشهداء 

وسينساكَ الله 

ْستصيرُ بغيرِ رصاصِ العزةِ محضَ لقيط 

بُثَّ الأشواقَ إليها 

طيِّرْها أسرابًا من موتٍ ويمام

فبلا موتٍ 

لن يجلسَ معك العالمُ

لن تكسبَ أرضا وسلامْ

عانقْها مثل امرأةٍ

تقفُ على نهديها أسرارُ اللحظةِ 

وشوشْها

ْفهناك يهوديٌّ منتظرٌ عند المعبر 

وهناك يهوديُّ خلف الشاشاتِ ينظِّرْ

َيضبطُ ساعته اليدويةَ عند مرورك 

ويجهزُ قنبلة 

ويغازل رشاشا لوطيا 

ِيعلم أنك سرٌّ الأرض

ْوأنك لآبدَ تموت 

ْكي يتمكنَ من تغيير الملكوتْ

وهناك يهوديٌّ عربيٌّ يخلعُ من نعليك الأرض

ولذا وشوِشْ بارودتك

ْعلِّمْها فنَّ التقبيل 

علِّمْها 

ْأن سماءَ القدسِ أبابيل 

وبأن زمانا يأتي 

ْعربيَ الطلة والقسمات 

ْتسقطُ فيهِ إسرائيل 

                  ><     ><     ><

مقلاعُكَ

والحجرُ القدسيُّ أبابيلْ

كَبِّرْ

فغدًا

تسقطُ

إسرائيلْ 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى