زفاف قاصر
جميلة شحادة | فلسطين
سبعَ عشرَةَ مِنْ عُمرِ الياسَمينِ قُتلَتْ
لمّا اخْبَروها… أنها الليلةَ خُطِبَتْ
وغداً.. غدًا تُزَّفُ الى المَجهولِ
وتَميدُ بها الأرضُ.. وتنأى عنِ المأْمولِ
وترقُصُ كَيمامةٍ رَقصَتْ … مِنْ حلاوةِ الروّحِ يومَ ذُبحتْ
وتنحسرُ اللمى بعدَ موتِ الرّوحِ عنِ اللّؤلؤِ
فيظنُّها الغشيمُ.. منْ شدَّةِ الفرحِ تبسَّمتْ
وجاءَ اليومُ الموْعودِ،
ولونُ الزنبقِ ارتدَتْ
وبالأضواء والزينةِ.. جدرانُ دارِها اكتسَتْ
أما هي.. فكانتِ الوحيدةُ التي شَعرَتْ
أن الأضواءَ خافتةٌ… كخجلِها أَمامَ عَراء الجسدِ فَبَكَتْ
وأنَّ الزينةَ والشموعَ تُذكِّرُها.. بأحلامِها التي بَهُتتْ
وأنَّ زغاريدَ الصَّبايا ونقْرِ المزاهرِ.. مِنْ رَحْمِ مأساتِها انطلَقتْ
وما فَرْحة أمِها وخالتِها إلا سراب.. وومْضةٌ بَرَقَتْ
حاولتْ كبْحَ قوافلَ السيْرِ نحوَ المجهولِ… فشِلَتْ
تمَنّتْ أنْ تعودَ الى دميتِها الأثيرِ.. ما فلِحتْ
وكيفَ تعودُ؟ والغزاةُ يتقدمونَ نحوَ عرشِها
وهمْ يُعلنونَ ساعةَ الفوزِ… التي أزفَتْ
مُهلّلين بنصرِ النهاياتِ وما عرَفوا
أن روحَها النقيةَ.. قدْ زُهِقتْ