يا شباب الدين

زيد الطهراوي | الأردن

يا شبابَ الدينِ عذراً كيف تنسونَ الحقيقَه

كيف غبتُم كيف ضعتُم في متاهاتٍ عميقَه

ولديُكم وهجُ دربٍ كيف أخطأتُم بريقَه

واتبعتُم قطرةً جفَّتْ وأضواءً غريقَه

////

لست جرّاحاً أسلُّ السُّمَّ من أعماقِ قلبِ

صرخَ المسمومُ خلّوا السم في فكري ولبي

غير أن السُّم يعدي وغداً يغفو بهدبي

صرخَ المسمومُ لكنْ قدْ تشاركنا بدربِ

////

يا شبابَ الدين مهلاً كيف أطفأتم شموعا

لم تبالوا ورضتُم للضلالاتِ سطوعا

هل لدينِ اللهِ نرجو منكُمُ اليومَ رجوعا

فلقد آن لطيب المسك فيكم أن يضوعا

////

وبكى الملهوف والمغبون وانزاحَ الستارْ

عن سهامِ الغدرِ والأحقادِ تسعى بالبوارْ

احذروا الغربَ ففي أفكارِهم ينمو الصغارْ

يزرعون الكفرَ فينا ويُحلُّون البِذارْ

////

ليس بالبطشِ أَتونا وبسب وقذيفه

بل بأطنانٍ أغانٍ وبأقلامٍ سخيفه

وجدوا فينا فراغاً وقناعاتٍ خفيفة

فأرونا الرَّمل زاداً ورحيق الزهر جيفه

////

يا شبابَ الدينِ عودوا للينابيعِ القديمه

واقرؤوا القرآنَ يهدِ القلبَ درباً مستقيما

فبه سُدنا وأنشأنا الحضاراتِ العظيمه

وتركناهُ فعُدنا للسراديبِ العقيمه

////

لو ملأنا القلبَ بالحقِّ وكنا صامدينْ

لهديناهم إلى النورِ وعدنا فائزين

نجتبي مخترعاتٍ وفنونَ الصانعين

وبقينا في ظلالِ الهديِ نرقى باليقين

////

خوّفوا القلبَ من اللهِ وكونوا مسلمين

حاسبِوا النفسَ فهذا هو دأبُ الصالحين

واقطعوا الليلَ مناجاة تعينُ الطامحين

واطلُبُوا الفردوسَ واسعَوْا سعيَ عزمٍ لا يلين

////

واعلموا: الإسلامُ حلٌ وهناءٌ وكمال

مشكلاتُ المرءِ فاضتْ عندما فاضَ الضلال

حَسبِوا العيشَ عقاراً وملذاتٍ ومال

دخلوا القبرَ فلا مالٌُ ولا حسنُ المآل

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى