مجاملات لشاعر غير معروف

بن يونس ماجن
أكتب عن تفاصيل الأشياء
بعض القراء
ينعتها بنثر فني
والبعض الآخر
يقول انها تشبه شعرا
إلى حد ما

قلمي الرصاصي
الذي ضاقت به
سطور الورقة الصفراء
كاد يختنق
في طي كتاب لا عنوان له

يا ليتني
أبعث من جديد
لأكتب شعرا رديئا
مثل كل الشعراء
لأجل المجاملة فقط
ثم أضمه الى ديوان:
“الخربشات التافهة”
لشاعر مجهول

شاعر غير معروف
يحتاج إلى عملية تجميل
هرموناته لا تكفي
للكشف عن وجهه الآخر
وبسبب خطأ فني
أصبح شاعرا

في عنقه ناقوس
يدق بلا انقطاع
وصافرات الإنذار
تعلعل في رأسه المهووس

هذا الشاعرهو أنا
مجرد سمكة
خارج الماء
يتمنى أن تنبت له
أجنحة
فيصعد بها
إلى عش نسر
حاصرته طيور مهاجرة

 

ينغمس في نزواته
كأنه يضاجع بركانا جامحا
فيتلوى ويحترق

أبحر وحدي
وإن لم أصل
إلى الضفة الأخرى
فسأدعي
بأنني فقدت أحلامي
في غياهب البحر

يجب أن أعترف
أن قاربي متهالك
وممزق الأطراف
لا أحد يعيره أي اهتمام
لا البحر ولا السمك ولا الرمال

لم أعد قادرا
على عد أصابعي
وما تبقى من شعيرات شيب
قد تخلت عنه الأيام الغابرة

لست أعرف
لماذا البرق يعاكس الرعد
عندما يتوسم
في العاصفة رائحة الغضب

ثمة صخرة عنيدة
ألقاها “سيزييف”
على كتفي
لن أبوح لها
بسر نزوات الإله “زيوس”

شاعر مقطوع الأوصال
يضع تحت إبطيه
أوراقا فاترة
ويخبيء خربشاته
في حقائب من زجاج
قابل للكسر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى