الماء والبصرة

وسام عبد الحق العاني | شاعر ومهندس عراقي يقيم في مسقط

الماءُ يبكي غُربةَ البصرةْ

يتعانَقانِ كلاهُما جَمرةْ

مكسورةً تمشي جروحُ ضميرِهِ

تأوي لملحِ الأرضِ مُضطرّةْ

عُكاّزهُ

ما كان يحفظُ

من مواويلِ الذينَ تَقاسموا عُمرَهْ

يَنسلُّ منْ عطشِ النخيلِ تساؤلاً

فضَحتْ دموعُ رحيلهِ سرَّهْ

يُلقي على السيّابِ بوحَ قصيدةٍ

عطْشى فيأْتيهِ الصَدى عَبْرةْ

السارقونَ غيومَهُ

ملَئوا حدائقَ جُرفِهِ

بالعُشبةِ المُرّةْ

مُذْ غرّبوهُ عَنِ الفُراتِ ودمعُهُ

في الروحِ يَهمي حسرةَ حسرةْ

صلَبوهُ في وضَحِ الغيابِ مُعَفَّراً

والخوفُ يُلهبُ سوطُهُ ظهرَهْ

يَبِستْ جلودُ ضِفافِهِ واشْتدَّ في

صدرِ النوارسِ هاجسُ الهجرةْ

يرْنو إلى وجهِ السماءِ مُبللاً

بالدمعِ يرجو صاحبَ القدرةْ

يا ربُّ عُدْ بي دمعةً، عُدْ بي نَدىً

أو رُدّني في غيمةٍ قَطرةْ

أمُّ الشَواطئِ صارَ يقتلُها الضَما

فَمُها الخليجُ وماؤها حَسرةْ

نهرانِ يلتقيانِ فوقَ جبينِها

وتموتُ عَطشى نخلةُ البصرةْ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى