سائق العلم

هلال الشيادي | سلطنة عمان

في رثاء العم ناصر بن سعيد القنوبي الذي كان سائق حافلة المدرسة المعروف بجميل بسمته وحسن خلقه وطول صبره الذي غادرنا أمس بعد دخوله في غيبوبة دامت ثلاث سنوات رحمه الله وأدخله فسيح جناته

غادرتَ دون وداعنا نحو الغيابْ

ورحلت عنا رحلتين بلا إيابْ

***

والشوق في عطش اللقاء ولم يجد

ماء الوصال وكم سرى خلف السرابْ

***

طال انتظارٌ لاعتناقك فرحةً

لكنّ للأقدار ما يملي الكتابْ

***

مرت ثلاث سنين حلما مزعجا

حتى استفاق القلب في جلل المُصابْ

***

يا عمُّ ناصرُ يا رفيق دروسنا

يا سائقًا للعلم في درب الصعابْ

***

ذكراك في ساح المدارس رُسّخت

وصداك ما بين اليراعة والكتابْ

***

تمضي بنا للمجد سائق عمرنا

في “باصك” المملوء آمالَ الشبابْ

***

للصبح بسمتك استفاقت نجمةً

مرت بشارعنا المرصع بالصعابْ

***

يا عمُّ ناصرُ يا جمال محبة

يا نبض قلب لا يمل من الصحابْ

***

تبكيك أقلامي وآمالي التي

صعدت بكفك في سماوات الرغابْ

***

تبكيك نفس أنت سُقت قيادها

للعلم في زمن التنافس والطِلَابِ

***

قد كان قلبك رحب حافلة بها

تعلو بنا للمجد من دون اضطرابْ

***

تبكيك أعذاق النخيل تركتها

إذ كنت حارسها وقد كنت السحابْ

***

يبكيك بيت فاض حولك رحمةً

وهدايةً إذ كنت بوصلة الصوابْ

***

يبكيك طلابُ المدارسِ والمدارسُ

والربى، تبكيك أصوات الركابْ

***

ساقتك رحمة خالقي لرضائه

إذ سقتنا للعلم في شتى الرحابْ

***

نم في يد الرحمات وارقد هانئًا

بشراك دار الخلد في نعم المآبْ

***

يجزيك ربي خير ما جازيتا

وحباك عنا مكرمات من ثوابْ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى