يسكنني

هند  خضر | سوريا

يسكنني ذاكَ الطّيفُ الّذي خربشَ بيديهِ العاجيّتين على زجاجِ نوافذِ وجعي وهبني هدأةَ الرّقادِ في حضنِ الهدوءِ

يسكنني ذاكَ الوجهُ العالقُ في دهاليزِ ذاكرتي المسافرُ عبرَ قواريرِ أحلامي إلى بلادِ الرّغبةِ والرّملِ

يسكنني ذاكَ المشتهى الذي أمطرني حبّاً تسلّلَ من مساماتِ بشرتي بلّلَ أوردتي و شراييني حدَّ الغرقِ

يسكنني ذاكَ الأملُ الغافي ببن خصلاتِ شعري امتدّتْ أناملهُ المشاكسةُ أوقفتْ صراخَ ضفائري المجنونةِ

يسكنني ذاكَ العطرُ الممزوجُ بدمي نثرَ رذاذهُ فوقَ روحي تمايلتْ ظلالها غنجاً و دلالاً مع نسيماتهِ النّديّةِ

يسكنني ذاكَ الملاكُ الّذي وقفَ على أكتافي حارساً لآمالي الشّقيّةِ أطلقَ زفراتي السّجينةِ من صدرِ التّمنّي

يسكنني ذاكَ الطّفلُ الصّاعدُ من رحمِ الانتظارِ إلى أتونِ قصائدي المبحرةِ في زمن العشقِ الغارقةِ في تفاصيلهِ الشّهيّةِ

يسكنني ذاكَ النّجمُ الملتفُّ حولَ معصمي القاطنُ حدودَ قلبي افترشَ سماءَ عيوني أضاءني كشجرةِ ميلادٍ رمى بعتمتي في بئرِ الّلاوجودِ

يسكنني ذاكَ الحلمُ الأرجوانيّ الّذي تبخترَ على تعاريجِ شفاهي منحَ فنجانَ قهوتي رائحةَ الصّباحِ وطعمَ السّكّرِ

يسكنني ذاكَ السّؤالُ الّذي أغرقَ عينيّ بوابلٍ من الدّموعِ عندما لفحَ الحبُّ ملامحي الشّرقيّةِ على رصيفِ الأمنياتِ الهاربةِ من الأرقِ

يسكنني ذاكَ الزّقاقُ الطّويلُ الّذي فاحَ عبقُ التّاريخِ من عنقهِ المسكونُ بحكايتِنا البيضاء و أولى خطواتِنا لملمتُ معكَ برؤوسِ أصابعي الحالمةِ ما تبعثرَ من تراتيلِ الفرحِ

يسكنني ذاكَ الموعدُ الّذي أعادَ تشكيلَ خلاياي من جديدٍ زحفَ الرّبيعُ على سطحِ مفاصلي ذابَ جليدُ المسافاتِ من لهيبِ الّلقاءِ اضمحلّتْ رشقاتُ الأدخنةِ من غرفِ هذياني صافحني الأمانُ بعد أن استلّ الضّياعُ سيفهُ في وجهِ أزمنتي كسّرتْ مياهُ أمطاركَ وجهَ التّعبِ المُترامي في شوارعِ نعاسي نثرتَ زهرَ الياسمينِ على ندى صباحاتي السّرمديّةِ اتّكأتْ رائحتكَ فوقَ شهيقي لوّحتْ لي كفوفكَ المعلّقة على حبالِ الهواءِ من بعيدٍ .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى