رائحة الحبر
مريم الشكيلي | سلطنة عُمان
لطالما تسائلت عندما يتوارى قلمك خلف أبواب الورق كيف تبدو؟
وعندما تغادر سطورك كيف هو أنت؟
وبماذا تحدث نفسك؟ وهل تطيل النظر إلى ورقك أكثر من هاتفك؟وكيف هي قهوتك عندما يوقضك الأرق؟
دائماً ما أسأل نفسي أسئلة كثيرة عنك.
أحاول أن أجمع قصاصات شخصيتك خارج حدود الورق.
أقتبس من كتاباتك ما يوشي بك، وعندما أقترب من ستار ضوئك يختطفك الحبر ولا يبقي منك سوى ظلك العالق في خطوات قلمك.
لربما كنت يوماً بمحاذاة الأشياء التي تخرجك من غموض اللغة، وألتقيك مصادفة تخرج من إحدى المكتبات الورقية.
لم أكن أعلم متى تغادر الذاكرة حين أسرعت في محاولة مني لألتقط شيئا من ملامحك.
كان ضوء الشمس يتمدد على طول خطواتك حاجبا ظلك.
حاولت جاهدة أن أستوقفك وأنت تعبر ذاك الجسر الوهمي في ورقي دون جدوى.
أحاول أن أناديك بأسماء الشخصيات التي عبرت سطور الورق لافتقاري اسمك.
أردت أن أركض خلفك لولا أن تلك الأضواء المصوبة نحوي حالت دون ذلك، كم تمنيت لو إن أبواب الغياب أقفلت في تلك اللحظة، كم تمنيت حينها أن أستدل بعطرك عوضاً عن دخان حبرك.