أشكو أجدادي

الشاعر علي الخفاجي/ العراق

فوا أسفي على خيلٍ
تركناها هنا َكمدا

تركناها بساحاتٍ
صفوناً لجمها ُجرِدا

نزعنا سرجها عنها
رفعنا الروح و الجسدا

قتلنا روحها فيها
قتيل الصيد إن وجدا

وضاق السرج في ذرعٍ
أنينٌ طفله وئدا

فأمست في رواياتٍ
ومنها سيفنا ُفرِدا

فقد ذابت صوارمنا
ذواب الشمع إذ وقدا

وقد خابت مساعينا
كما ضاعت عروش ُسدا

فلا عتباً اذا تدعوا
وتشكوا و احداً أحدا

فلا عيب صبا فيها
و لكن عيبنا ولدا

تركنا أرث أجدادٍ
و ضاع البأس و انفقدا

و صرنا مثل أغنامٍ
ُنصالُ و جمعنا بددا

ففي أمسٍ حكمناهم
وغار الأمس قد َشردا

وأضحى يومنا ذلّاً
كذل العبد إن ُجلدا

ونحن اليوم أضغاث
و رأيٌ بارد فندا

و أصبحنا لأصنامٍ
عبيد العجل إذ ُعبدا

فلا رمنا بتأريخٍ
ولا رمنا لنا رشدا

مجانين لنا رأيٌٌ
ونحسب رأينا سددا

إذا خضنا معاركنا
غزونا أهلنا وددا

حكومات تقسمنا
و أحزاب بنا عددا

و يعطى حكمنا تيسٌ
ُيضيع الارض و الولدا

فكلٌّ يذكر الباري
أتى ببراءة وغدا

ومن كنّا ولا ندري
أأسلامٌ فكيف عدا

ُنزفُ وفي توابيت
بديل العرس ما وجدا

نسينا ذكر أجدادٍ
أثاروا الارض و البيدا

بأجيادٍ لها قدح
وختم السيف إذْ سندا

فهل نأتي بعنترةٍ
و من قبرٍ أراه بدا

ولو يدري بنا عزما
لساوا التل با لوَ َهدى

فعذراً يبن عبّادٍ
إذا قوم تنام مدى

ولو يدري بنا زيرٌ
فلن ينبي بشعر فدا

بلاد العرب أوثانٌ
غدت صلباً غدت وتدا

و ضاع الكل في فتنٍ
كضيع الطرد إذ ُطرِدا

و هل نشكو إلى طه
سنان الرمح إذ ُسدِدِا

ويا ليت الطعان أتى
من الأعداء ما شردا

و لكن جاءنا غدر
من الأهلين منعقدا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى