معالي المثقف (15)

الشاعر أشرف حشيش | فلسطين

معالي المثقف

حينَ يتقدمُ بكَ العمرُ يابنَ عبدِالطبيعة ، وتصبحُ سخريةً لعجزك الذي تمكّن من حركاتك وكلبشك بالسكون، حينها ستعضُ يد الندم على كل فرعنة ركبتَ موجَها ، وعلى كل فتنةٍ أذكيتَ نارها ، وعلى كل رتبة سامية عظّمتها، وأشركتها بالله ، فتخلت عنك ، واحتقرت عجزك ، وعلى كل هيبة دنيوية قدرتها على ذاتك في سبيل أن تحوز إعجاب النشاز من غدار بمجتمعه وهماز .

أنكرتَ قوة الله وعزه وهيمنته وألحدت في أسمائه، وأنت في سَعَة من شبابك ، وتمردت على قضائه الذي مضى فيك بعدل حكمه عليك.

وصدق ابن معصوم فيك إذ قال :

هي المقاديرُ والأحكام جارية = وللمهيمن في أحكامه حِكَمُ

فاليوم أنت بدارِ الذلّ ممتهنٌ= صفر اليدين فلا عزٌّ ولا كَرمُ …(ابن معصوم)

معالي المثقف!

كل الأسوياء _ وأترك لك الاستبيان والإحصاء_ حين ردَّهم ربُهم لأرذلِ العمرِ وجدوا عقولهم في انتظارهم حية ترشدُهم أدب الحديث، والذكر والشكر والرضا ورحلوا عن الدنيا بابتسامة أنطقتهم الشهادتين وانتصروا بها على الألم فما وهنوا وما استكانوا، وكل الذين ألحدوا في أسمائه وخاصموا القيم الإنسانية ورموها بشبهات وهمهم، فقدوا عقولهم على أسرّة الوداع ، وأصابهم الخبل في الدماغ ،وظلوا آية للمتطاولين من بعدهم آية تضرب في سوء المكانة والمهانة.

معالي المثقف في داخلك مساحة للخير كإخوة يوسف ، لا تدع الحقد الأعمى يضيّقها ويهمين عليها ويستعمرها بسواده ،فأوقفه وأوقف تدمير نفسك بالمحبة التي تحيي القلوب كما تحيا الأرض بالمطر

من كتابي معالي المثقف

#أشرف_حشيش

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى