إلى أميرة الشعر عائشة السيفية
بقلم: د.ناريمان محمد فتح الله عساف
يا الهمسُ بالجفونِ العربيّة
يا السكنُ
في صدفةِ الكونِ
وكلَّ القلوبِ الطريّة
تحبّرينَ برْعمَ الحنانِ
وتُشرفينَ كلَّ صباحٍ
بأبهى الحلَل وأنْصعَ لون
فالصمتُ انتِ يا
عاشقةَ الإنسانِ
فالبوحُ أنتِ في السرِّ والنسيانِ
يا منْ تخطّى غابةَ الغيلانِ
وقميصُكِ طاهرٌ
يلفحُ سرَّ البقاء
ونسيمَ الحبِّ في الدارِ
فليكنْ قلبكِ بيْنَ الحنايا
في خطوطِ التوتّرِ
نورٌ على نارِ
يكشفُ اللثامَ عنْ موؤدةِ القضيّةِ
فآدميتُها بين أسنانِ الجناةِ
شظايا تتمزّقُ وتندثر
إنّ الأمَّ تقيّة تغالبُ الشوكَ ثمّ
تقصفُ الرياحَ كي تمحوَ العارَ
فالمرأةُ نديّة
تحثُّني على الإبحارِ في السؤالِ
عنْ عيونِ شرّدتها غيمةُ الثأرِ
فجُرِّح الحسُّ
الذي على الموت انتصر
انتِ الورودُ في سهولِ الأمميّة
يا الأميرةُ التي تحثّني على النضالِ
والسؤالِ والسؤالِ برسمِ الجوابِ
عن نبذِ أكبادِها في البريّة
فالأمّ منبتٌ ورحمُ كلّ الناسِ
في أرضِنا وجهُ الطفولةِ يُغتالُ
والضياءُ منكِ عطًّرَ الإخلاص
وكيف لا…؟
وأنتِ تسمعينَ عن أمٍّ في يمِ الملاحمِ
تقاومُ
تقاومُ الخيلَ ريحَا ودونَ أن تنثني
تلملمُ الأنينَ طوقاً منَ الصّبرِ
وكيف لا’ وهي إن كانت أختُ
في فمِ الأتونِ منْ نسيانِها تستتر
وكيف لا’ وأنتِ ابنتي
عائشة السيفيّة
تروّعينَ الصمتَ
بلا كيديٍّة
وتبرزينِ وجهاً حضاريَ لواقعٍ
ٍ اجتماعيّ
فلتبحثي يا ابنتي
عن قصّةٍ
قرأَتْها أمُّ
منسيّةٌ تحت غيمةِ الرّجعيّة
في المرايا هي
راسمةٌ للوحةٍ بإبداعيّة
هدّها ريحٌ معبّقٌ
بالحقدِ والعنصريّة
لطفا وعزّةً بالتفوّقِ الذي اعتليتِ والاسمَ الذي به تحلّيتِ
فلتحملي على عنقكِ كيسَ النساءِ المهمّشات
في كلّّ البلادِ العربيّة
لأنهنّ وبالأخصّ اللبنانيّة
التي حُرِم أولادُها
من تجنسيّةٍ
إنّها في دفترِ الحقوقِ
ممحيّة’ لا قربَها رقمٌ ولا صفر.