عاشقة
د. ريناس إنجيم (وردة الشعر المغاربي)- طرابلس
هناك عند منتصف الشهقات
وبين خلجات الأنين
و أروقة الضياع
ثمة قصيدة شرعية
يحاصرها المجهول
بين أزقة التبني ومرافيء التشرد
هناك حيث يفترش الباعة
هويات بلا أسماء ولا أرقام
خالية الذمم
لعابرين لا يحملون من الحياة
إلا ملامح حتفهم
داخل توابيت هشة الحضور
تحملها أكتاف ضحلة
تطفو فوق براثن اللاعودة
بطوق التوجس
وقشة الخديعة
هناك عند عالم الأفواه الصامتة
والأحضان الباردة
والنظرات الخفية
أقف كـ ملكة راهنت
على ملكوتها مقابل
ليلة باذخة مع فارس أحلامها
ضاربة بكل ما أوتيت من عشق
حصونها وقصورها
بقوانينهم البالية
لا صوت يعلو فوق
حقيقته في حياتها
لا مفر ولا ملجأ ولا منجى منه
إلا إلي أحضانه الدافئة
التي تشبه شمس ديسمبر
بعد ليلة ماطرة
زرع بداخلها عرائش ياسمين
وأقام على عتبات خصرها قداسا
وقدم قرابين لقلبها
ومحافل شتى
في أركان عدة من جسدها
أدخلها هذا القادم من الزمن البعيد
مدائن النشوة
وأسكنها شواطيء الدهشة
ورسم على جبينها محطات
ومقاعد شتى
وحكايات عدة
وأيادٍ تلوح للعابرين
ومناديل موقعة بالقبلات
ومختومة بالعطر
جعل منها رواية هو بطلها..
وهي الوحيدة التي أحبها
في زاوية الرسائل
هذه الابتسامة المخفية
والشعور بالشبع
والحرية المطلقة
ماهي إلا أعراض ماكرة
لتلك العاشقة
التي انتصرت في معركتها..
وفازت برجلها.