أدب

قراءة في نص “طلقة سحر” للكاتبة حنان بدران

بقلم الناقد: محمود المحاميد | أنطولوجي هايبون

أولا – النص: طلقة سحر
رصاصة واحدة أطلقها من عينيه ليفك حجاب شفراتِ لتميمة السحر،
في صدر القصيدة مفتاح لهيب نشب سهوا فيه.
يسرق نفسا كأحجار كريمة ،
يكتنزها الغموض ليرصعها كومضات لفصول نايات تتقلب بأفكاره الآثمة بي.
يأسرني كزهرة مختارة،
كشمس ألسنتها يرقات لا تطير في الظل.
اشتدت غلاظة القلب لترفض استعمال ممحاة لفض هذياني
وتعلن بيان سعادة غير قابل للهرطقة.

مثلث برمودا المسحور
ولادة لم تكن خلف حجاب
نحت بنواة النور

ثانيا – القراءة النقدية
قرأتها مرات ومرات لعلي أقف على قنها أو أصل للبداية لكنها أبت إلا أن تعصُوا تلك الأبجدية النورانية في بيانها وجمالها ، فكلما جدفت كنت ابتعد واتوه عن مسار الشمس والنواه فأعود خشية مثلث الشيطان ، استفزني قراءة المبدعة Saida Baraketi بقدر جعلني في حالة تحدي من منا يستطيع أن يصل لتلك الشمس أو أن يكون مالك نواة النور فينحت بها الحجب وتمائم السحر ليحرر الأفلاك من حول النواة فيطلق نورها سعادة تأسر تلك الزهرة ليخلق من جديد :-
1 – عنترة وعبلة …
2 – جميل وبثينة …
3 – كثير وعزة …
4 – مجنون ليلى …
5 – مجنون لبنى …
6 – توبة وليلى الأخيلية …
7 – أبونواس وجنان …
8 – أبوالعتاهية وعتبة…
سأبقى أبحث دونما كلل وملل إلى أن تمتلك نفسي لا بل فؤادي تلك النواة لإطلقها نوراً يجذب اليرقات حوله فيتخير منها تلك الزهرة التي تستحق فدعاؤكم لي بالتوفيق أن لا تسرقني الأفكار الآثمة فتهوي بي في مثلث الشيطان ولا أعود ..

نعم هي سمنفونية وجد وكلٌ منا يمتلك نوتاتها ولكن هيهات من يبدع أن يرتبها على سلالمها لتصدح بنغمها النقي الجميل فتستمع لها الأفئدة قبل الأذان وتنتشيها الروح قبل الجسد فيسعد بها كل قلب مبصر وكل مستمع ذو لب ، نعم غصنا في المعزوفة لنحللها كلاً من زاويته والثابت الوحيد هو النص بما يحتويه من فكر عميق وصادق عن الحب النقي ألذي يسعد أصحابه وينعمهم بنعيمه مهما طال الأمد ، حروف الحنان المبدعة ما هي إلا رسالة للبشر أن الحب الذي بين حناياكم نقووه ورتبووه كما تُنقا النوتات وترتب، على سطور السلالم التي تصعد بنا للرقي وسمو الأخلاق ومكارم الأخلاق فالحب رغم وجوده بين الحنايا كتميمة سحر والسحر هنا مجاز للبيان والجمال إلا إننا لا نجيد قرأته والولوج في بحره بسلام دونما العبور من مثلث الإثم الذي يديره الشيطان فزينه بسراب زائل يشقي ويتعب الضمأن فيصيبه الرهق فيهلكه ليكون قربان النزوة والإثم .
نعم أخيتي ..
لقد حاولنا فأصبنا زاوية من زواياه وجزئيةً من بحر كبير تجسد في ابجدية محيطها أوسع من الأفلاك حول تلك النواه والأفلاك التي تحيط الشمس وما يدور حولها من كواكب ، فكما ذكرتِ عدنا إلى شواطئ السمنفونية لننعم بجمال رقصات الأمواج وننتشي نسائمها العليلة ونستشعر دفء شمسها ونعيم ضياء بدرها ..

صدقاً قد نقرأ الصورة بالمجمل ونجتاز بعض الجزئيات فكلما اعدنا القراءة نكتشف جمال قد تجاوزناه سهواً من جمال المجمل وعلى سبيل المثال لا الحصر جزئية اشتدت غلاظة وألتي ترمز إلى صورة جميلة جداً وهي أن القلب حين يحب يرفض أن يصدق هرطقات الألسن العاذلة وألتي رمزت إليها بعبارة الممحاة نعم القلب حين يحب يشتد غلاظة في وجه من يريد النيل من محبوبه ولو ببنت شفه فيصبح هو المحامي والدرع والقاضي المنحاز للحبيب فيصدر بيان وقرار حكمه لصالح من نواة النور وتكور فيها ، نعم هو ذاك بيان السعادة الغير قابل للهرطقة ، فجمل الصورة يحوي الكثير والكثير من التصاوير الظاهرية والباطنية للحب النقي العفيف الطاهر الذي لم يجد من يؤطر أصحابه في العصر الحاضر للأجيال القادمة وترك لروايات خيال القلم والفكر المحلق في سماء الفوضى والضجيج من ويلات تشتت وحروب ، اوافقك اختي Hanan Badran أن اليرقات لم ترى الشمس الحقيقة من غبار الكد والحروب ودخان المياكن وانبعاث غمائم المخلفات فلا مكان فيها مالم يحتوي القلب الأخضر فيمدها بنوره وحدائق جنانه لك كل التحايا دام الإبداع والبيان والبلاغة في أبجديتك أيتها الراقية كرقي نواة النور أختي Hanan Badran.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى