بيت الشعر يحتفي بشعراء العراق والسودان وفلسطين
بيت الشعر | الشارقة – الإمارات العربية المتحدة
• نجرس وآية ودمير ينشدون للحياة في بيت الشعر بالشارقة
• الشعر يرتدي أبهى حلله في مساءات بيت الشعر بالشارقة
• قصائد تشدو للغربة والحب والأمل في بيت الشعر
تواصلاً مع فعالياته الشعرية، وضمن نشاط منتدى الثلاثاء، أقام “بيت الشعر” بدائرة الثقافة في الشارقة يوم الثلاثاء أمسية شعرية أحياها مؤيد نجرس، وآية وهبي، ومحمد نور دمير، بحضور مدير البيت الشاعر محمد عبدالله البريكي، وقدمها الشاعر والإعلامي رجب السيد، الذي أشاد بدور “بيت الشعر” في التواصل مع المبدعين، واكتشاف أسماء جديدة جديرة بالتحليق في سماء الجمال.
وشهدت الأمسية حضوراً حاشداً من محبّي الشعر والأدب والثقافة، وتنوّعت مضامين الشعراء فيها بين الذاتي والإنساني والحنين إلى الأوطان، في قصائد حلّقت بعيداً باللغة والصور والأخيلة.
افتتح القراءات الشاعر مؤيد نجرس الذي تشرّبت حروفه من نهر اللغة، فسال على المشاعر عذوبة وألقاً، وأينعت ثمار قصائده حنيناً إلى الأرض، وحباً للحياة، وشغفاً بالذكريات، ومدّ جسراً من الضوء التقى على نبضه الليل بالفجر، ليشرق على سنابل مثقلة بالعطاء، ومما قرأ:
مْن عُنقهِ كان جسر الحبّ يمتدُّ
لضفّة الفجرِ حين الليلُ يشتدُّ
يرى بنيّات حقلٍ إثْر سنبلةٍ
ويُقنع المنجلَ الأعمى فيرتدُّ
كما رسم لوحة نازفة، تزفّ الشهداء للسماء، وتوقد الشمع لأرواحهم، يقول فيها:
صعوداً فأبوابُ السماء مُفتّحة
وأرواحهُم من باذخ النّزفِ أجنِحَة
دَعَوا دجلة المنسابَ ذنباً وهيأوا
على جَنبات النّهر شمعاً وأضْرِحَة
ثم قرأ “السيرة الذاتية للخشب” الذي اتخذه قناعاً يرمز لذاته الشاعرة ومعاركها مع الحياة، يقول:
تُتلى تراتيلُ خوفي دونَ تفسيرِ
أجلْ ، ويكتظُّ جسمي بالمساميرِ
مُذْ كنتُ جِذعاً… وفأسُ الناس تهزأ بي
تُفشي بسرّي مِراراً للمناشيرِ
أمرُّ تحتَ يدِ المنشار .. تَسألُني
عَنْ خيبتي ..وأُواريها أساريري
تلته الشاعرة آية وهبي، التي افتتحت قراءاتها بقصيدة بعنوان “بـراءةٌ مـنْ بـراءهْ” أهدتها إلى الشَّاعر عبد القادر الحبيب الشَّريف ردَّاً علىْ قصيدتِهِ “براءة” الَّتيْ تبرَّأ فيها منَ الشِّعر بثّت فيها عتبها عليه وعَجبها من هجره الشعر، رغم وفاء الشعر له، جاء فيها:
يـــودُّ الـشِّـعـرُ ألَّـــوْ كـــانَ مـنـكمْ
كـنـبـضِ الـقـلبِ لا يـسـلوهُ حــيُّ
وأعــجــبُ كــيــفَ تــهـجـرُهُ مـلـيَّـاً
وتــنـكـرُ عــهــدَه وهْــــوَ الــوفِــيُّ
وقــــدْ أظــهــرتَ قــبـلُ لـــهُ وِداداً
فــجـاءكَ راكــضـاً مــنـهُ الـقَـصِـيُّ
ثم أنشدت الشاعرة للحبيب الذي ملكها بسحر بيانه وبلاغة لسانه، في هائية رقيقة تشتكي حروفها الحرمان، تقول في مفتتحها:
قلبي يقاسي المرَّ من حِرمانِهِ
رهن الهوى أعياه فكُّ رِهانِهِ
مسحورةٌ أنا بالحبيب وطبعِهِ
مأخوذةٌ بِجميلِ قَوْلِ لِسانِهِ
أصغي إلَيْهِ وما بِجسمي ذَرَّةٌ
إلّا لَتُسحر من جميل بيانِهِ
واختتمت قراءتها بقصيدة بعنوان ” صلاة الاستضياء”، افتتحتها بتساؤلات وجودية موجّهة للشعر الذي يملك قلبها ويوقد أيامها لهفة وعتاباً، مؤكدة وفاءها له الذي يشوبه ارتياب ، تقول:
فيمَ اتِّقادُ العمرِ خلفك لهفةً؟
فيمَ احتضارُ القلبِ؟ فيمَ عتابك؟
ستضيءُ أشعاري ظلامَ مواجِعي
حتى يعانق مقلتيَّ إيابك
يا شعرُ ما خنت القصيدة أو جرت
بمـداد أقلامـي يَــدٌ تـرتابك
واختتمت الأمسية بالشاعر محمد نور دمير الذي افتتح قراءاته بأبيات حيّا بها الشارقة، ثم قرأ قصيدة وجدانية تحار معانيها بين البوح والكبت، ساردةً معاناة العشاق الأزلية بقصيدة فلسفية الرؤى، تبصر ما وراء الفوضى المحيطة بالذات الشاعرة، وتضع الحب والحرب في كفّةٍ واحدة من حيث وجوب الإعراض عنهما، يقول فيها:
لا شيءَ في جُعْبتي إلّا بَصيصُ رؤىً
أبْصرتُها لَهَباً يَعْوي بأحشائي
لِلْحُبِّ والحربِ ميقاتٌ فإنْ رَمَقَتْ
لكَ الحياةُ فأعرضْ خوفَ إيذاءِ
واختتم بعدها بباقة مختارة من نصوصه تنوّعت بين الحزن والحب، والعتب، وانزاحت معانيها وظلالها راسمةً لوحاتٍ ملوّنة بالأخيلة والصور، مبحرة على أمواج الدهشة، يقول:
كُـلُّ الـحُـدُودِ بَـدَتْ جِـدَاراً عـَازِلاً
بَـيْنَ الـقُلوبِ مُـطَوَّقـاً بِـسِيـِاجِ
وبِـحَـارُ حُـبِّـكِ سِـتَـةٌ لـمْ أَخْـشَـهـا
لَـمَّا رَكِـبْـتُ رُعُـونَـةَ الأَمْـوَاجِ
وفي الختام كرَّم الشاعر محمد عبدالله البريكي، الشعراء المشاركين ومُقدم الأمسية.