فِردوسٌ مفقود
ماجدة أبو شاهين | سوريا
عيناكَ عصفورٌ يسقسِقُ في دمي |
جذِلاً و ينقرُ من يدي قمحَ القصيدة |
|
و يداكَ أشجارُ أؤرِّخُ فيهما |
وجعي لميلادِ العناقيِد المجيدة |
غنِّ لتبنيَ من حساسين الصدى |
جسراً إلى الأقمارِ والشمسِ البعيدة |
|
انفضْ رمادَ الوقت واعبرْ ضوءَهُ |
فرَساً تباري الريحَ سابحةً عتيدة |
|
تنهيدتي عبرتْ كثيراً من بحار |
القهرِ في منفاك .. و انتحرتْ وحيدة |
|
ظلَّتْ يعانقها السرابُ و ترتمي |
في عُشّ غفلتها. كأفراخٍ وليدة |
|
قيثارُ روحي لم تعي نغماتِها |
وتردّدُ الأذكارَ .. و الصُّحُفَ التليدة |
|
من رجعها أبتاعُ قبراً زاهياً |
لأضمَّ فيهِ رُفاتَ نرجسةٍ فريدة |
|
خذني إليكَ وضمّني وطناً |
على أسوارهِ سقطتْ قناديلي شهيدة |
|
خذني إليكَ حجارةً ناءت بها |
أكتافُ أمّي .. وارمِ أعْرافاً بليدة |
|
قمرا يعافُ الموتَ في حزنِ |
الحقائب والمراكبِ ..والمواعيد الشريدة |
|
لم يبَق منّي غيرُ حلمٍ هاربٍ |
لجزيرةٍ في جنّة الضوء السعيدة |
|
و قصيدةٌ لٱ تنتهي إلا لتبدأَ |
منك جذوتُها بأغنية جديدة |
|
لِدْني كزنبقةِ الُّرهامِ على |
جبين الرعد في سحبٍ طريدة |
|
شُقَّ السماءَ بسيف فجرٍ ضاحكٍ |
صبحاً تجلَّ.. و اقهرِ الحُجُبَ العنيدة |