معالي المثقف (4)
الشاعر أشرف حشيش / فلسطين
معالي المثقف الحداثي الذي وجد في الحداثة شماعة نشاز يعلق عليها مبررات عدائه لمجتمعه ، والوقوف في وجه تطلعاته ، وهو لا يعلم أن الحداثة التي أرادها حجة له كانت حجة عليه ،
فالحداثة تطور ،وتمدن وحضارة ، واستلهام لبنات الماضي لبناء الحاضر بشكل جديد ، وليس هدما لهذا البناء الشامخ الذي تطورنا في ظلاله وتشكلت ملامحنا من شيمه وخلاله ،
وليس منطقيا أن تمحو حقب التاريخ في نزوة من غرور الفكر الذاتي ، ليشار إليك ،
ولن ينفعك ما لديك وحالك مع الحداثة ، كالذي استقبل ضيفا ثريا فغرّه ما يحمل من مال ومتاع. وأقسم عليه المبيت في غرفة ابنه ، فسولت له نفسه ليلا أن يذبح الضيف ويأخذ ما لديه ، فاستجاب لشيطان رغبته ، وراح ينفذ خطته ، سبح على أطرافه بغاية اللطف وحز رأسه بالسيف ثم لفه بمتاع وألقى به في أبعد بقاع وعاد للبيت فرأى الضيف في انتظاره ليتضح له في لحظة عمى انه ذبح ابنه ،
وهذا ما حدث. فهل فزت بالمتاع حين خسرت ابنك المضاع ؟
فأرجو أن تسمع وتعي قبل ان ترغي وتدعي.
معالي المثقف الحداثي!
مزقت بشراهة غرورك تماسك المجتمع ، وكنت قوسا بيد أعداء أمتك دون أن تعلم ، ووفّرت عليهم مراحل طويلة من خطط مكره لتقرب مخططهم التدميري الذي كانوا يحتاجون مئات السنوات في الوصل إلى أهدافه .
لقد قدمت لهم اهدافهم بلا خسائر منهم معالي المثقف الحداثي أنت ، والملحد اللعان ،والحزبيّ البغيض ..وجوهٌ للعنة واحدة لا تسمعون إلا من يردح عبر أفواهكم ، ولا تنظرون إلا لمن يقف في ظلالكم حتى لو كانت وقفته مقززة ، ولا تمرون على كلمة ترضي الحق والوطن والله ما لم يكن كاتبها أحد الذين تعنصر على أياديكم جعلتم الوطن ممسحة لأقدامكم ، والدين تجارة لطموحكم ، والشهداء دعايتكم الانتخابية ،
أنتم الذين صدّعتم جدار لحمتنا ، وهددتم سقف عزتنا ، وجعلتم العنصرية دينا يعبد من دون الله .
أرأيتم لماذا أنتم وجوه للعنة واحدة؟!
من كتابي معالي المثقف #
أشرف_حشيش