فاس والقدس
أ.د. معتز علي القطب | فلسطين
جِينُ العروبةِ في جِسمي وإحساسِي
أَمانةً نُقلت للقُدسِ مِن فَاسِ
|||
يا بلدَة العِلمِ هَل مَيّزتِ رَائِحَتي
عَرفتِ إبنك بينَ الأهلِ والنَّاسِ
|||
إنِّي عَرفتُكِ مِن شُبَاك قَافِلَتي
حتّى تَنهدتُ للقيَا بَأنفَاسِي
|||
قد حَلَّقَ القلبُ في أجواءِ مملكةٍ
يُعانقُ الأهلَ فِي فاسٍ ومِكناسِ
|||
مولايَّ إدريسَ إنّي نَسلُ زَنبقةٍ
مَضت لِتزهرَ في خلقٍ وَأجنَاسِ
|||
شَمسٌ مِن المَغربِ الغَالي تُنيرُ عَلى
كلِّ البقاعِ بأعلامٍ وحُراسِ
|||
يا خيرَ مملكةٍ شَعت بِعَالمنا
قَد شَعَ نَجمُكِ في الأرجاءِ كالماسِ
|||
حلّقتُ في ثقةٍ في حُضنِ غَالِيَتي
فَلن أموتَ كَما ماتَ إبن فِرناسِ
|||
مولايَّ إدريسَ كم في القُدسِ رائحةٍ
مِن كلِّ مِنطقةٍ فَاحَت بأقداسِ
|||
عاشوا ورودا بباقاتٍ منوَّعةٍ
وفي فلسطين حتَّى نَبعِ بانياسِ
|||
ما عادَ في البزرِ جيناتٌ مكرمةٌ
مُذ نُحِّيَ الجينُ في شتلٍ وأغراسِ
|||
نحتاجُ نملأُ من كفيك أوعيةً
فَكُلّها أفرغَت مِن بَعدِ إفلاسِ
|||
ما زلتُ أبحَثُ عن شئٍ يُرافِقُني
جينُ العروبةِ من جيناتِ جَسَّاسِ
|||
في بابِ بُوجلودَ حبَّ الأرضِ كَلَمني
أن طهِّر النعلَ من آدابِ وسواسِ
|||
أمشي بروحي وأرواحٌ تُعانقني
إني أسيرُ بأفراحٍ وأعراسِ
|||
نزلتُ أبحثُ في الحاراتِ عن شَبَهِي
نَزلتُ أسألُ عن بُعدي ومقياسي
|||
أمامَ جامعةٍ مِن ريحِ فاطمةٍ
أمامَ أقدمِ مصباحٍ ونبراسِ
|||
القيروانُ لها في القلبِ منزلةٌ
من أعظمِ إمرأةٍ خَطَّت بِقرطاسِ
|||
تُأسِّسُ العلمَ أُنثى في عَوالمنا
قُولوا “لسيداوَ” عن أفعالِ إيناسِ
|||
شيءٌ من القدرِ المحبوبِ في بلدي
يَقضي على الشرِّ في أفعالِ أنجاسِ
|||
في ظلِ أرضك يا أغلى جواهرنا
عَاشت أخوَّةُ مَحمودٍ وفنحاسي
|||
في ساحةِ القلبِ يَجري العشقُ مَلحمةً
ويأخذُ الحبَّ من فازوا كأخماسِ
|||
قد جئتُ للمغربِ الأغلى برائِحَتِي
ما زلتُ احملُ بعض العطرِ من فاسِ