في مواجهة القصيدة
هشام مصطفى | شاعر وناقد مصري
ما زلْتُ في حلمي… أصارع أحْرُفي
تِلْكَ المسافاتُ التي
أسْمَيتُها سَطْرا غدتْ
قِصَصَاً تُراودُ خاطري
نَغَمُ القصيدةِ لَمْ يَعُدْ
إلا حِداءً في فَمي
في ساحةِ المَيْدانِ … في ذاكَ الصباحِ
على حوافِ غَمامةٍ
سادتْ مخاوِفُ أبْحُري
أنْ تُمْطِرَ الكلماتُ بَعْضَ مشاعري
أنا موْجَةٌ …
ظَلَّتْ تعانِقُ شطَّها
حتَّى تَفُتَّ صُخُورَها
شيئا … فشيئا أسْكَرَتْها نَشْوَةُ اللُقْيا
وأنغامُ الأنينِ سرتْ تُغَرِّدُ في دمي
حتّى توارتْ بالحجابِ فَلَمْ يَعُدْ
بدٌّ سوى …
ضَرْبِ العِناقِ لكيْ أعودَ إلى الأنا
هذي التي ضاعت على
عتباتِ شوْقٍ لِلْجَديدِ فَلَمْ تَجِدْ
إلا عذاباتِ المُنى
تلك العجوز … على حواف الشَّطِّ
تَغْزِلُ ثوْبَ غائبها الذي
أَغْرَتْهُ أحلامُ المساء
وَتَحْتَ ظلِّ الوهمِ خَطَّ قّصيدَهُ
وإلى البعيدِ تَعلَّقَ قَلْبُهُ
حتّى ذوى …
في غَمْرَةِ الأيّامِ والوَعْدِ العَمي
هَزَّ السؤالَ فتَسَاقطتْ
أحلامُ طِفْلٍ عابِثٍ
فتَهيَّأ التيهُ الشجيُّ وغَلَّقَ الفِكْرَ العنيدَ لكي
يُمارِسَ سَطْوَهُ
فهُناكَ خَلْفَ هواجسٍ
نغتالُ القصيدةَ حِيْنَ تَكْتُبُها يدٌ
أوْ حيْنَ يَقْرأها دّعِيْ
أو حينَ نسعى كي نَخُطَّ على السطورِ
أحلاما يشاطرها شجيْ
حتى نَبوحَ إلى الفراغ بقصَّةٍ
هذا أنا
هي رِحْلَةُ الكلماتِ مُذْ
بدأتْ يدانا ترْتَجي
ثوبا جديدا للتي
أسْلَمْتُها يوما إلى تيهِ البحور وشاعرٍ
لمْ يَدْرِ أنَّ خُطاهُ دُوْنَ نِهايةٍ
تُفْضي إلى مَوْتٍ نَديْ