شعرية السَّرد وطراوته في، (نون الجنوب السّاكنة وحكايا أخرى) تأبى السّكون، للروائي العراقي سلمان كيوش

د. أمل سلمان | أكاديمية وناقدة من العراق
روائي عراقي مختلف، يمازج في كتاباته بين واقعه المعيش ومخياله الخصب وما تعلمه من تخصصه الأكاديمي الدقيق، فهو أستاذ جامعي بدرجة بروف في علم النفس، فنراه يغور بحرفية مُتقنة في دياجير النفس الإنسانية، يستخرج أجمل ما فيها من مشاعر متضادة متناقضة، أحزان وأفراح، وحب وبغض، وخوف وأمن، هدوء وغضب،….هكذا عودنا – نحن القراء – منذ أوّل عمل إبداعي له وهو،(عركشينة السيد).
اليوم يَصدر له عملا سرديا آخر، عن دار قناديل للنشر والتوزيع في بغداد في طبعته الأوّلى لعام ٢٠٢٢ م، في الحقيقة يُحار القارىءفي أيّخانةٍ إبداعية بالامكان تصنيف هذا العمل، إذْ يقف في محطة وسطى ما بين القصص القصيرة، والحكايات، والمذكرات الذاتية، وقد أشار الكاتب نفسه إلى تلك الحيرة عندما قال في مقدمته: “لم أكن حريصا على أن أعثر لها على جنسٍ كتابي متفق عليه وأن أعمل على وفق ضوابطه، فليس هذا ما يشغلني، ما يشغلني في المقام الأوّل هو أن يأتي منجزي قريبا وحميما مع ما أرغب في الإعلان عنه وكشفه بصدق” فهي مدونة سردية إبداعية تتمرد على كل القوانين وتتجاوز القوالب الجاهزة، يمكن أن نطلق عليها -إن جاز لي التسمية- بلوحات سردية-، جسدت استعارات شفيفة للواقع ورُسِمتْ بلغة شعرية غاية في الدّقة، إذ تجمع بين اللغة الفصحى واللهجة الجنوبية الدارجة، بحسب ما يقتضيه المقام والحال، ضمّنها السّارد، نقداذاتيا وسياسيا واجتماعيا وثقافيا ودينيا بشكل قد يكون ساخرا مرّة، وموجعا مرات أُخر، ولو وقفنا على مكامن الإبداع والشعرية في هذه المدونة لما انتهينا، لكنّ سنحاول تسلّيط الضوء على بعض ما فيها وعلى النحو الآتي:

أولا / شعرية العنوان والتّصديرات
هي عتبات نّصيّة تُمثل جسرا لفظيا وسيطا تُعبد الطريق أمام القارىءللولوج إلى داخل النص بوصفها، مفاتيح إجرائية فاعلة بأبعادها الدّلالية والإيديولوجية والجمالية، فقد وسمّ العنوان الرئيس بـ(نون الجنوب الساكنة وحكايا أخرى تأبى السكون)، وهو أيضا عنوان اللوحة القصصية الأوّلى التي افتتح بها مدونته، دلّت على الفضاء السردي لهذا العمل وأشارت إليه، فالقارىء ولاسيما المطلع على نتاجات الروائي سلمان كيوش، لا يجد صعوبة في تحديد مساره، أذ يأخذنا العنوان هذا نحو الجنوب، جنوب العراق، وقد اقرّ الكاتب بأن الجنوب يدهشه ويجد نفسه حرا طليقا عندما يستلهمه في كتاباته يقول كيوش “حرّيتي مضاعفة حين ألجهبمخيّلتي، وحين أنوي استلهامه للكتابة. وتضاعف حرّيتي لا يأتي نتيجة اتساعه الزاخر بالحياة فحسب، بل لأنّي انتمي إليه سلاليَّا، واعرفه معرفة الموقن أن للجهة والاتجاه نصيبا من أرواحنا، فعلى واحد من شطوطه الفرعية عاش أهلي، وأظن أن في ذلك مؤونةً كافيةً لأن أستثنيه بالمحبة.”وقد عُرف عن أهل الجنوب لهجتهم الدارجة المائزة، فهم يُسكنون النون في أغلب ألفاظهم، ويكثرون منها في موضعها أم في غيره في سبيل المثال يقولون: أغيبنْوأريدنْوشكولنْوأموتنْ وأحبنْ …وغيرها، وقد يضاعفونها عندما يعبرون بحب نحو قولهم: أحبنّك وأحطنّك واصوغنّكواكرهنّك وأشيلنّك…وغيرها” فهي نون مدهشة؛ لأن من اعتاد نطقها يُدهش غيره في سرعة استجابته لنداء الحب، ويعدّ اللغة رطانة إن خلتْ منها، فالنون هذه بحسب كيوش، حرف أبجدي في اللغة، لكنّ مخرجه شغاف القلب والشفتين حين تبوحان بالجميل مما يضمر الجنوبيون من أسرار، ويتمنون أن يقولوا. ففي إحدى حوارات المحب مع حبيبته الجنوبية، تجسدت تلك النون: نقرأ
صنعت حبيبتي نونها راكزةراسخة، كما صنعت غناءها حين صدحت: نتانيك لو نكطع الظنّة؟ كل ما كتبته لوقع الدهشة التي بلّدتني: أهذه أنت؟ أهذا صوتك؟ وجاءني تسجيل قصير، قالت فيه من بين فرث غضب ودم خيبة: نحمد الله ونشكره، وبهذا فإن هذه اللوحات السّردية، رُسمِت في تلك البيئة واستعانت بلهجتها المحلية في أغلب لمساتها.
وأما عن التصديرات، فلم يضعْ السّارد تصديرا لكلّ لوحةٍ، بل عمد إلى تسع لوحات صدرها بمقولات لفلاسفة وشعراء وأدباء وقد يستعين بقول مأثورمن التراث العربي، حاول من خلالها، استباق الأحداث والدّلالة عليها والتمس فيها ما يخدم نصه ويعين القارىء على تكثيف مقولاته، ففي سبيل المثال نجد في لوحته الأوّلى، نون الجنوب الساكنة، اقتباسا للكاتب تورجني فيقول فيه: “يحق لمن يحب وحده أن يلوم وينصح” ومن ثم نجد أن هذه التصدير دلّ على الخطوط العريضة للوحة السّردية، فالعاشق وحده من يستشعر بقيمة حرف النون الساكنة عندما تنطقها الحبيبة الجنوبية، ونجد في لوحة أخرى له جاءت تحت عنوان، الفَرق في الفِرق، يصدرها بمقولة للكاتب الفرنسي الفريد دي موسيه يقول فيها: النفع الوحيد الذي بقي لي في الحياة هو البكاء، وقد انعكست بظلالها على اللوحة كلها، مثلما كانت تفعل بطلتها الأم الثكلى، مكيّة أمّ الشهيد كاظم، التي تلبست الحزن والقهر منذ استشهاد ابنها في حرب إيران، فهي لا تعرف سوى البكاء حتى في مناسبات الفرح، ومن ثم نلحظ أن السّارد قد استعان ببعض المقولات صدر بها لوحاته وجعلها بمثابة الهوية الدلالية والمفاتيح الإجرائية الفاعلة للولوج إلى بعض لوحاته.

ثانيا : شعرية اللُّغة
يمكن أن ندرج الكتابة عند كيوش ضمن بلاغة تقوم على آلية الانعتاق من أي محددات إجناسية، فهو يفسح المجال أمام عمليات التداخل الأجناسي، فيبدو متمردا على حدود الجنس الأدبي، وتعمل الكتابة عنده على إنتاج شعريتها الخاصة بها ذات الصفة التعددية وبذلك يتجاوز الخطاب السياسي والتأريخي والديني والغزلي والفني، إذ نلحظ قدرته على تركيب الجمل بانسيابية وعذوبة وإيقاع داخلي من شأنه استدراج القارىء، وكلّما امتلكت الجملة إيقاعها الخاص، كلّما كان النّص منسابا في القراءة، فتكون بذلك شعرية التلقي تنافس شعرية النص ، في هذا الصدد نجد مقولة لرومان جاكبسون، يشير فيها إلى أن “الشعرية تتجلى في كون الكلمة تدرك بوصفها كلمة، وليست مجرد بديل عن شيء ولا انبثاقا لانفعال، وتتجلى في كون الكلمات وتركيبها ودلالاتها وشكليها الداخلي والخارجي ليست مجرد إمارات مختلفة عن الواقع، بل لها وزنها الخاص وقيمتها الخاصة”، وهذا ما انسحب على لغة كيوش فقد اعتمد في لوحاته هذه على لغة وسطى بين الفصحى واللهجة الجنوبية التي عدت أهم ملمح أسلوبي يمكن للقارىء تشخيصه، فصهرهما في بوتقة واحدة متجانسة، ومن ثم كانت اللغة الشعرية عنده، هي تلك الخصائص المجردة التي تصنع فرادة الحدث السردي. نقرا في سبيل المثال: في لوحته المعنونة ب: خالتي موشيّة ..أمومة بديلة:
“عليّ إعادة تشكيل لغتي لتناسب سواد شيلتكِ، ورمادية الوقت المهدور الذي أمضيته وأنت تنتظرين من لن يأتي وتقارعين السأم بالإطراق وترددين كلمات بيض وكفّك مبسوطة على رأسك: ريتراسي من حديد…وعيوني مصيوغة جديد …وأبجي عليك شما أريد. كمطيني من جديد، لأجد عذري في شللي، لأن بعض أحبّتي يتنفسون بصعوبة الآن، لا تستطيعين؟! إذن، لوليلي … أو لولحيني، وهذا أضعف الوهم”.
أو نراه عندما يخاطب المحب حبيبته في لوحته المعنونة بغرور، نقرأ: “ما الذي ينقصني؟ أظنني مكتمل ما دمتُ أحبّكِ، مع ما بحبّكِ من صعوبة، فهو يستلزم الكثير، أنا أعشقك، وهذا أكثر من كافٍ لأثبت جدارتي لكِ وللحياة، مع يقيني أن اللامعنى لا ينزوي عن الحياة إلا في صمت المقابر، غدوت في حبّكِ أرصنَ من فيلسوف وأقلّ قليلا من نبّي، غدوت شاعرا تسكنني العصافير وتزقزقني”.

ثالثا: شعرية الأغاني الشعبية والأهازيج
وظف السّارد في مدونته هذه، عددا من الأغاني الشّعبية والأهازيج بالإشارة إلى عنواناتها من قبيل، (حبيتك، وأفز بالليل، ومن تزعل، ويمه يا يمه وتلملمن، … وغيرها، أو الإشارة إلى اسماء مؤديها من قبيل، السيد محمد النوري والمنكوب وسوريّة حسين، وستار جبار، رياض أحمد، وكريم منصور، وحسن البريسم.
كما عمل على تضمين عددا من الأهازيج الشعبية أو ما تُسمى، بالهوسة الشعبية التي ينشدها القرويون في مناسباتهم المختلفة، تشترك هذه الأغاني والأهازيج بطابع الحزن الشفيف وتعبر في الوقت نفسه عن الحرمان المادي والاجتماعي وتُجسّد اختلاجات النفس البشرية المثقلة بأعباء الحياة التي رانتْ عليها عقود من ظلم العادات والتقاليد وقمع الحكومات، ولعل ميل السّارد إلى هذا النمط من الأغاني والأهازيج يتوافق مع ما في نفسه من حزن عميق، يسكن اغلب سروده، فهو ابن الريف، ريف العمارة – تحديدا – لذلك تأتي معظم هذه الأغاني والأهازيج منبثقة عن هذه البيئة الريفية، فينقل أجواءها المحلية بأماكنها وشخوصها وممارساتها الحياتية وسلوكياتها الاجتماعية التي تتسم بالفطرة والسذاجة والصدق، على نحو ما في حكاياته من قبيل، حدَيدَة الخوشي ويحدث في جادر النسوان و زفّة “سمران” قبل التبليط، ورياض أحمد في رحلته إلى الغّريّ، وست دقائق عراقية ممسوسة “يا يّمة يا يّمة” وسوريّة حسين، ومن تزعل، أغنية أم دعوة سادية للبكاء؟ وحسن بريسم، أشهدُ أنّك على حق كبير في ” ما نكدر نسمّيك ” و كريم منصور ، لي أكثر من حق لتسلّق أسوارك ، والمنكوب في السجن، وغيرها من الحكايات الأخرى زيادة على الأهازيج التي لا تكاد تخلو لوحة سردية منها، وقد ضمن السارد بذلك توسيع الدلالة وإثراء الحكايات وتشويق القارىء وربط حاضره بماضيه، وإضفاء صفة الواقعية على ما يعبر عنه، فهذه الأغاني والأهازيج تكون على تماس مباشر بهموم الشعب وهواجسه وتطلعاته. بما تحمله من زخم معنوي، وقد تغلغلت في مفاصل وزوايا اللوحات السردية هذه فعملت على اندماج الصورة الفنية والصورة الشعبية مما حقق أعلى درجات الشعرية نقرأ في سبيل المثال بعض هذه الأغاني.
يقول السارد: لسورية حسين معنا مَهمة واحدة في أغنيتها – يمّه يا يمّه – هي أن تقول لنا: هلّموا معي سُراعا يا أهلي وناسي العراقيين إلى مراتع حزن يليق بكم، وإلى أطلال وجودكم المأزومالذي سبقتكم إليه.
شعرت أن العالم آمن فقط؛ لأن بمقدوري سماع يمّه بدقائقها الست أنّى ومتى شئتُ، أما ما عدا هذا فأنا أتكور خوفا عليّ وعلى أحبتي مما ارى وأسمع، يا يمه فضحت هشاشتي وضعفي المريع ، وأظنّها ستفعل الشيء نفسه معكم… وأما عن الأهازيج فقد جاءت متناثرة في متن اغلب الحكايات، يختارها السارد بدقة متناهية بحيث تذوب في الأحداث وتنصهر معها. وأنّي لأعجب من أنّى للسارد كلّ هذا الزخم من تلك الأهازيج؟ التي تصعب أحيانا حدّ الانغلاق وتلين أحايين أخرى حدّ الماء المعين.

رابعا: شعرية المفارقة
المفارقة ظاهرة نصيّة بامتياز إذ تستطيع بما تضفيه على النص من تضاد وتناقض أن تسير به صوب الاختلاف والمغايرة؛ لأنّها تمده بطاقة بلاغية وإبلاغية، ومن أكثر أنواع المفارقات التي عمل عليها السارد في مدونته هذه، هي ما تسمى بمفارقة الصّدمة النفسية، إذ يصنع السّارد في هذه المفارقة ضحية، يجهل ما عليه أن يكون به عالما، ولا يعمل على إقالة عثرة الضحية بقدر ما يحذر الآخرين من العثرة نفسها، ولكي يتحقق هذا النوع من المفارقة نجد شرطين، أحدهما: التناقض في الأحداث وثانيهما: مفاجأة القارىء بعكس ما هو متوقع، ففي لوحته المعنونة بخيانة مشروعة، وتبدو المفارقة واضحة من عنوانها، نجد الضحية حسين، الذي لم يتأثر بالموقف الصاخب الحزين – موقف تشييع جنازة الشهيد – بقدر تأثره برؤية تلك الفتاة التي كانت بعمره وهي تتجه إلى فرن الصمون فقد “تحول كلّه إلى حواس مستفزة، وهو يركز عينيه في وجه فتاه بعمره تماما، كانت جميلة جدا ما دامت تشبه فاتن حمامة إلى حد كبير “فهناك حدثين متضادين متناقضين، تشييع الشهيد وما يتبعه من عويل/ ال موت/، وحسين وفتاته الذي لم يهتز للموقف بقدر ما عنته رؤيته للفتاة التي علقت في ذهنه لسبب بسيط جدا، أوجزه بكلمة واحدة برغم غضاضته: العشق، فالعشق عنده تغاض إرادي جاد عن الموت وسفافه، وترهات الوجود غير المجدية. فهو/ الحياة/ إلا انه يقع ضحية هذه العشق عندما اقترح على معشوقته أن يعيدا العام الدراسي “لازم نسقّط ارواحنا هاي السنة، المتوسط ما بيها مختلط، كدامنا سنة، سنة كاملة بعد” وقد وافقته المحبوبة ظاهرا، وفعلا رسب حسين في ستة مواد، وانتظر حبيبته بفارغ الصبر حتى تستلم نتيجتها التي اخبره المدير عنها بعد ان طال انتظاره لها، بأنها استلمتها وهي ناجحة، وهنا تكمن المفاجأة التي شكلت صدمة نفسية للبطل، نلحظ هذا النوع من المفارقات هو الغالب على شخصيات هذه المدونة، زيادة على وجود نوع اخر من المفارقات وهي مفارقة السياق (الأحداث)، وهي تلك المفارقة الناتجة من تعارض بناء الأحداث مع بعضها وتداخلها، لدرجة يصعب الفصل بين الحدثين لوجود رابط سببي بينهما، وهو ما لمسناه في لوحته السّردية المعنونة بالفَرق في الفِرق، وهو يحكي قصة السيدة مكيّة الشروكية (الأم الثكلى) التي أدمنت الحزن على ابنها الشهيد والعويل عليه حتى في مناسبات الفرح، وعندما ترى شهيدا ملفوفا بالعلم العراقي تنسى نفسها وتستحضر يوم جنازة ابنها وتبكي وتُبكي كلّ الحضور، وهو ما فعلته ذات يوم في إحدى الكنائس عندما رات شهيدا يقام عليه القداس “تحت سياط الحزن المنهمر المجلجل في فضاء الكنيسة تيقنتُ أن الملائكة قد غادرت القس لتصطف مع أمي، شعرت ُأن المسيحية بصلبانها وشموعها وأيقوناتها قد انحازت لمكيّة الشروكية، وأن العذراء ليست بعيدة، مقرّة لها بجدوى حزنها وأرجحيته”
نعت مكية في الكنيسة فأبكت كل الحضور، إذ لا فرق في العواطف بين المسلم والمسيحي وغيره، قالت بصوت متحشرج بالعويل:
بالكَبر كون هواي بيبان
وشوفنّك يايمّة شوكت ما جان
لشوفة رسومك كَلبي عطشان …
ونجد ايضا هناك المفارقة الذاتية، وما اشاعته من شعرية من خلال طرح الأسئلة الوجودية التي يختتم بها لوحاته، إذ نلحظ هذا النوع من المفارقة قد تحقق حين يدخل السارد في مراقبة ما حوله بحساسية شديدة، مكتشفا التناقضات التي حوله، فهي مفارقة ذات طبيعة تأملية فلسفية تترك الذات غارقة في الشك والحيرة واللاجدوى أمام موضوعات مرتبطة بهويته وماهية وجودة وبالذات والآخر والحياة والموت وغيرها من الثنائيات المتناقضة المتعارضة وهو ما لحظناه في لوحاته السردية من قبيل، ما قاله الرجل الجاد أكثر من سواه، وإلى وبرية..أمي الثانية التي ماتت، وبين صورتين، ولمن لا يعرف المكوث في خيمة، وبوية العشيرة السوداء.
وأخيرا أقول: المدونة السّردية هذه، مدونة غنية بالأساليب اللغوية الثّرة والبلاغية المتنوعة والصور الجميلة العذبة الرائقة، التي لا تكفي دراسة مثل هذه الإحاطة بها، ومن هنا أدعو طلاب الدراسات العليا والباحثين إلى تناول نتاج هذا الكاتب السُّومري المختلف فسيجدون ضالتهم في كتاباته، وأتمنى للأستاذ الدكتور المبدع، سلمان كيوش المزيد من هذا العطاء الإنساني النبيل الذي يمتع قراءه فعلا ويزودهم بغذاء روحي وعقلي، وقليل من الكتاب من يفعل ذلك على الرغم من كثرتهم حولنا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى