القصائد بيومها السابع.. مراثي سامي مهدي

جواد الحطّاب | العراق
.
إتركوه نائما ..
هو في يومه السابع ..

وعند كل الأجناس، والقوميات، والأديان، فان “اليوم السابع” يحمل قدسيّة ما ، باعتباره اليوم الذي استراح فيه الربّ بعد ان أكمل تكوين الخليقة ..

اما “اليوم السابع” لمن إختاره الرحيل لجوار ربّه، فهناك طقوس خاصة أولها القرابين ونحرها للثواب، وتقديم الطعام للفقراء ولمن يأتون للتعزية، وهي سنّة تعارفت عليها جميع المذاهب الإسلامية وفي شتى البلدان والأمصار …
.
وسامي في “يومه السابع” ..

ولأنه من الصنف الذي تحيط به “ملائكة الشعر”،
وتحمله “شياطين عبقر”
وبين ما يتناقض وما يجمعهما، سيسير هذه الليلة في “مقبرة الكرخ” يتجوّل ما بين “المقامات” و ” المتصوفة ” وفي باله ما قاله ابو يزيد البسطامي “سلطان العارفين” : “إترك نفسك وتعالَ، كنت لي مرآة، فصرت أنا المرآة” ..
على مرآة ” سابعه ” يخطّ “عرضحالجي” الفقراء، الشاعر الذي تأقلمت معه شمس تموز، واقترف صداقته البرد والمطر أمام “محاكم الوزيرية” ..
ابن “سومر” الذي تغرّب في الاصقاع.. يكتب لي برثاء صديقه،
وكأنّه يرثينا جميعا ..
.
كتب عيسى الياسري
:
ابكيتني ايها الحطاب. ابكيتني وانت تنقل خبر رحيل هذه القامة الفذة.
قامة الشاعر الكبير والصديق الكبير والانسان الكبير . ابا نوار. سامي مهدي.
..

شيئا فشيئا يزحف. الجدب والتصحر الى حداثق الشعر الوارفة. كما زحف على حقول قمح العراق. وغابات نخيل العراق.
من منفاي الغارق بالوحشة والخوف على العراق ابكيك يا ابا نوار. يا سامي مهدي.

ابكيك دون ان اجد على مقربة مني. من يربت على حزني.
ابا نوار ايها الكبير كقامة العراق. وكمسلة تاريخ العراق
لقد. عشت غريبا في العراق الذي احببته. ورفضت ان تغادره. كنت تقول. ليس بمقدوري ان اتنفس هواء غير هواء العراق. او ان اشرب ماء لم تسكبه في قدح شرابي مياه دجلة والفرات. او اكل خبزا لم ترضع حقول قمحه من حلمات دجلة والفرات.
وا حزني عليك ابا نوار.
كم اتذكرها. تلك الايام التي عملت فيها معك رئيسا للقسم الثقافي في مجلة الف باء. وكم من مرة هاجمتك في عمودي الاسبوعي شعريا.
وكنت تدخل علي القسم الثقافي وتسلم وعلى شفتيك تشرق اجمل ضحكاتك النابعة من قلبك الفائق النقاء. ثم تقدم لي مادة. وتقول لي. اعتبرني خارج المسؤولية واعطني حق الرد لادافع عن نفسي. واخذ منك مادتك ونحن نضحك.
كنت وقتها مديرا عاما لدار الجماهير للصحافة يا ابا نوار. ولكنك كنت هذا في العمل. اما فيما يتعلق بك فكنت كاءي اديب او شاعر يحمل مادته ويحضر الى القسم الثقافي.
كنت واحدا منا. خارج العمل. وكنت في العمل مضحيا بكل وقتك وراحتك وحتى صداقاتك.

الشعر حزين لرحيلك يا ابا نوار.
العراق. ورغم جراحه النازفة حزين.
نحن اصدقاوك حزانى.
ولكن ما يجّمل لنا العزاء ارثك الشعري والنقدي الذي تركته للاجيال.
ومواقفك الانسانية. وقلبك الذي لم يتعلم ابجدية سوى ابجدية المحبة.
لن اقول لك وداعا. لانك حضور دائم في قصيدتك وفي مواقفك.
ولكنني لا استطيع الا ان ابكيك شاعرا وصديقا نادرا.
ابا نوار. ايها الكبير. يا اخي ويا صديقي …………

×———-×
انتهى ما كتبه الياسري
فارجوكم .. ارجوكم
اتركوا شاعرنا نائما في يومه السابع
ولنقرأ الفاتحة ..
.
.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى