معالي المثقف (6)

الشاعر أشرف حشيش| فلسطين

معالي المثقف !

لديك طريقتان للوقوف في دائرة استهداف عدسة التصوير ، والحصول على مقعد متقدم يعوّضك عن سنين الحرمان على دكة التهميش ، ويعفيك من أسلوب التطنيش.

أما الطريقة: الأولى فيتطلب منك أن تتحول إلى معارض،ناقد، مراوغ، ذكي يجيد التهديد بكشف الأوراق، أو فتح جبهة عبر الأبواق. إذا لم تتحقق أهدافك المصلحية.  ولا أخفيك؛ أن هذه الطريقة غير مأمونة، إذا لم يكن لك فيها أذن سامعة ، وقوة داعمة، لتطلق نار الردح عن ظهرها، وهي بدورها تتلقى عنك الضربات ، ومن خلالها ستحقق نجاحا مرحليا في تصفيق المعارضة لك ، وإجراء مقابلات معك باعتبارك جريئا برتبة بطل؛ هذا قبل أن ينخدعوا بك وتبيعهم عند أول محطة.

وإن ربحت المشهد بهذه الطريقة أيضا وحصلت على منصب صوري ستخسر حشدا من الشرفاء وتكسب ثلة من الفاسدين الذين لا يزيدونك إلا كرها في عيون الناس ،

هذا ناهيك عن أنك ستصبح ألعوبة في يد القوى الخفية التي كنت تطلق نار الردح عن ظهرها .

أما الطريقة الثانية فهي أن تكون جنرال تصفيق لكل من هم فوقك في مراتب السلم الوظيفي.  فستظهر عبر كل احتفال تصويري تقيمه المديرية أو الوزارة.

وإن لم ترتق في السقوط إلى أعلى فقد حققت هدف السقوط لنفسك بلا علو .

فهناك من يعلو بسقوطه فيزداد في السقوط رتبة ، وهناك من يسقط سقوطا تقليديا كأصحاب هذه الطريقة.

معالي المثقف!

لا يعني هذا أن الظهور كله ملغوم بشكوك السقوط.  فهناك الشرفاء الذين فرضوا ظهورهم عبر التفاني في تقديم تجارب أمتهم فكان تقدمهم فوق كل شبهة لا تهزه الريح البغيضة ، ولا شهوات المصلحة.

من كتابي معالي المثقف

أشرف حشيس

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى