رَوَائِح القُبُور
موزة المعمرية| عُمان
إحساسٌ أسودٌ يجتاحُ قلبي الشديد البياض
يجرفني معه نحو الأعماقِ وسُحقها البَهيم
دَقَّ ناقوسُ الوقتِ المُبعثرِ هُنا وهناك
قد آن الأوانُ لاكتشافِ عوالمَ طلسميَّة الحروف
نزعتُ عن كاهلي ثوبَ الفقرِ المُمزقِ من عَبَثِ الحياة
ونزعتُ معهُ جسداً قد أنهكتهُ قسوة الأزمان
هَبَّت نسائم اللحود الكئيبة الدخول
روائح غريبة مُبهمة يُقال لها روائح القبور
قبورَ, لحودَ, مدافنَ, مقابرَ, أضرحةً
أيَّاً كان مُسماها لا يهم, هي مُتشابهة جميعها روائح القبور
نعشٌ بالٍ وأخشابَ مُهترئة الكِسَاء
كفنٌ أبيض كصفاءِ قلبِ الميِّتِ المَقتول
قد صاح صوتهُ عالياً يصدح في الوجود
وداعاً لدنيا فانية غريبة اللحود
ومرحباً بلحدٍ خالدٍ سُندُسيِّ محمود
وملك سرمديٌّ وفراديس طيبة البخور
كم خابَ ظنِّي بمن ملك زمام سُلطةِ العروش
وما خابَ ظنِّي بمن مَلكَ زِمام سلطةِ الأكوانِ والوجود
والحمد لله حمداً, كثيراً, طيباً, بما أنعم عليَّ عظيم
مِن ربِّ العظمةِ, والخلقِ, والبعثِ الجديد