الأقصى ليس ضريرا

محمد أبو عيد /. مصر

بحلمين قريبين من وهمي
أو بوهمين قريبين من حلمي
لا فرق لافرق بين الأثنين
كلاهما إن فتح وجه الوسادة
أغرقني في بحور من لظى
بقلم أعرج أو أحول لست أعلم تحديدا عاهته ؟
أنا وهو نبعد عن الطب بموتتين
لا يجمعني به غير رقصة خيال في فرح قصيدة
ورقة بيضاء اغتصبها الليل كثيرا في النهار
دائما تجذب دمي من قبل ومن دبر
تأخذ من أنفاس أصابعي خمر الغيبوبة
وتجلس تحت شجرة المتاهة العتيقة
تصنع تيها لعبثية وجودي
أنا والغوغاء ونفخة الفراغ الفخمة
من سبعة آلاف كان ونحن أصدقاء السراب
أسمع كثيرا من دموع النور
أنه كان لي في أرض الشمس جنة وارفة الحياة
لكني لم أر من تباريح ظلالها
غير ذكرى مترامية خلف الأطلال
الوقت الغافي مصمص بريقها
وألقى عظام الدم للريح
وعويل اليوم مازال بالأثر يتغنى !
عابر سبيل دق أبواب الشمس
فتحنا مكارم الضيافة
على الأنهار والآبار وبواطن الأرض السخية
بغير هوية مدونة في سجل الجبين دخل
ألقى عصاه ليلا تشكلت حية
عهر فسيح وغوايات كثيرة من فحيح البينج
شرب عروق اليقظة حتى الجرس الأخير
عن رقصة الخيانة على مسرح السحاب لاتسل
فهناك سلاطين الهوامش
حول الأهواء في طواف دائم
يرجمون الجذور بالكراسي الهشة
احتضر النور وتشرد الدفء في صحراء العيون
انكسر شعاع الشمس على ضحكة موجة دولارية
قتل الليل النهار واحتلب جنة الصباحات
انحشرت قبيلتنا الخضراء في ناب الخريف
أنا والحكاية ووريدي الأبكم المصلوب بالسياط
ولدنا في لفافة وطن حبلى بالخير والعصافير والنهارات
حين كبرت رأيت ترابي مكسور الطريق
الاقصى ليس ضريرا
هو خلف ماء الجفنين يربي حجرا صغيرا
يرضعه من ثدي المر حليب الحرية الأحمر
إني أراه بالوتين يتوكأ على دم الزيتون
دخل أذن القدس من دموع الجدارن القديمة
همس في عينيها بقداسة ( قطط والله سباعه) …
فلاتحزني طفل الحجارة في قلب الزيتون
يحشو صرخة الفجر بالنفيخ
حتما سيوقظ الجمرة النائمة في الرماد
لتروي بالشرر نبتة الشمس..