مرايانا التي يعلو نشيدها.. المعنى وصورة الوجع الجنوبي
حيدر الحجاج | العراق
صدرت للشاعر ناظم كاطع الساعدي المجموعة الشعرية الثانية والموسومة (مرايانا التي يعلو نشيدها) عن دار المتن للنشر والتوزيع في بغداد للعام 2022 بالرقم الدولي ورقم الإيداع الخاص بالمكتبة الوطنية. وضمت المجموعة تسع وعشرين نصا تنوعت بين الوأد للذات ومكابداتها وصيروتها التي اناختها الحروب والحصارات ورهانات عديدة شملت تموجات القصيدة النثرية بأبعادها التي تتناص مع الوجع الذي يمتلكه الشاعر من رفض شامل لما هو مستلب من واقعنا المرير الذي يؤرق مخيلة الشاعر العراقي على وجه العموم . إذ تفرد الساعدي بكشفه المغاير والمعاصر في تسليط الضوء على منجزه الشعري للمرايا بتحولات صارخة وذات مدلول شعري مكتنز تقف على اعتابه لتكتشف في رؤيته العالية التي تناولت شغف الأنا بتسجيل الصور الشعرية الباذخة في التأويل لما تمتلكه من دقة في المعنى ورهافة في اخراج الصورة الشعرية بأسمى قيافتها التي طافت بها حياته والماثلة خلف انزياحات الواقع العربي الراهن بمتغيرات النكوص والوارف بالفجيعة والفقدان.
وضمت المرايا نصوص شعرية تناولت الوثائقية الموجعة من مفارقات تعالت برفد ترسانة الخراب الذي يطال حياتنا العراقية وممراتها اللاهثة بمثلولوجيا المكونات وأدلجتها عبر تواتر وتراتبية متماسكة لتكون البوصلة الواضحة لنشيد مراياه التي استنطقت العديد من المجاهيل وكشفها بأتقان وفرز ماهو شائك في مسرح الحياة المتداعية وكذلك لامتلاكه الواعي للخط التصاعدي في تراتيبة واخراج النصوص وفق معدلها الزمني والمكاني التي تستوقف القارئ في ترك مساحة التأويل والتأمل بواقعيتها في كشف التابوات التي دونت لذلك الخراب المقصود وسعت لتأسيس وجع الذات الملبدة بأنماط مخيفه لم يتوانى ويسكت عنها الساعدي في تعريتها وإظهارها بما يليق بها عبر نصوصه التي أودت بهديرها ونشيدها المتعالي في مراياه التي وقفت واضحة للعيان والتصدي لتلك المشاهد الموجعة التي ادخرها في توظيف شعري مائز في كشف المستور والمسكوت عنه وإيصال بوحه الذي لم يتناهى في خلق صور شعرية علينا التأمل فيها مرارا وتكرارا
في المشهد الشعري العراقي والعربي على حد سواء. يذكر أن المجموعة الشعرية الأولى للشاعر ناظم الساعدي كانت تحت عنوان (ضماد الأسئلة) صدرت عام ٢٠١٣ عن دار ميزوبوتاميا